حذر عضو هيئة كبار العلماء فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان من خطورة تكفير المسلم للمسلم.. موضحا ان موضوع التكفير الذي اثارته فئات من الشباب التي تحمل افكارا شاذة منحرفة في بعض بلدان المسلمين يؤدي للخروج عن مقاصد الدعوة الاسلامية. واكد فضيلته في محاضرة ألقاها امس ضمن نشاطات الموسم الثقافي الذي تنظمه رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة أن الاصل في الانسان الايمان لان الانسان يولد على الفطرة بينما الكفر امر طارئ يحصل لاسباب في مقدمتها التربية السيئة من الابوين. واستعرض فضيلته أركان الايمان التي يكتمل بها ايمان المسلم وحرمة تكفير من يؤمن بها ويعمل بها وهو مؤمن كما استعرض اركان الاسلام.. مؤكدا صلتها بالايمان عند المسلمين مما لا يجيز تكفير مؤديها. وتطرق فضيلته للفكر المنحرف الذي تسلل الى بعض البلدان الاسلامية.. مبينا خطورته وأن الفكر المنحرف له انواع واطوار واعمال تثبت انحراف اصحابه عن الفطرة وعن القواعد الصحيحة للدين. وحذر فضيلته من ان أنواعا غالية من الفكر المنحرف تؤدي بأصحابها الى الفساد في الارض وقتل المسلمين بل تؤدي ايضا الى الكفر.. مستعرضا العديد من الادلة عبر التاريخ. واوضح الشيخ الفوزان ان اصحاب الفكر المنحرف اثبتوا من خلال اقوالهم وتصوراتهم وارائهم انهم لا يفقهون الدين وهم يمرقون من الدين مروق السهم.. مؤكدا القاعدة الاساسية في ان اسلام المرء ينبغي ان يؤسس على قواعد فقهية سليمة ومعرفة صحيحة لاحكام الدين. وتحدث عن انواع التكفير وضوابطه.. لافتا النظر الى انه لا يجوز للافراد ان يطلقوا احكام التكفير فهذا شأن شياطين الانس الذين سلكوا سبيل الشيطان مبينا ان الذين يحكمون في هذا الموضوع هم الراسخون في العلم وان الشريعة الاسلامية لا تجيز للعامة اوالدعاة اوالقراء اوغيرهم من الناس الحكم على ناس اوطائفة بالكفر. كما بين فضيلته ان الراسخين في العلم ينظرون في امر المحكوم عليه بهذا الشأن من حيث ثبوت ما يكفره ثبوتا قطيعا وانه يرتكب ما ارتكب بسبب الجهل وانه غير متأول وغير مقلد وغير مكره.. مشددا على ضرورة عدم التسرع في اطلاق اي حكم يمس عقيدة المسلم. و شدد الشيخ الفوزان على حرمة التكفير وبين خطره على المكفر نفسه مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قال لاخيه يا كافر.. يا فاسق.. يا عدو الله.. حار عليه» اي رجع عليه قوله. واكد ان المكفرين من الفئة الضالة جعلت من انحرافها الفكري منطلقا للتكفير متجاوزين في ذلك كل ضوابط الاسلام التي تمنعهم من تكفير اخوانهم المسلمين. ودعا فضيلته ابناء المسلمين بالرجوع الى علماء الامة الثقات في معرفة احكام الدين وتفاصيل التفقه في الاسلام.. داعيا العلماء والدعاة لتبصير المسلمين والاجيال الجديدة من خطورة افة الفكر المنحرف. واثنى على الجهد الذي تبذله مؤسسات الدعوة الاسلامية في هذا المجال.