تواصلت أمس بالمدينة المنورة جلسات مؤتمر (ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار- العلاج) الذي افتتح فعالياته نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي تنظمه جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بحضور عدد من الشخصيات العالمية. وتناولت الجلسة استكمال المحور الأول للمؤتمر (مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه). حيث عقدت الجلسة الثالثة للمؤتمر برئاسة معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وزير العدل ومقرر الجلسة الأستاذ الدكتور محمود بن عبدالرحمن قدح. وقدم الدكتور أحمد عبدالكريم شوكة الكبيسي من العراق بحثا بعنوان ( خطورة ظاهرة التكفير) تناول الباحث فيه ظاهرة التكفير، وآثارها، وكشف زيغها وأباطيلها،مع بيان خطورته وإبراز مفاسد هذه الظاهرة وعَلاقتها بالتفجيرات وتأثيرهما في الفساد، فضلاً عن أثر الغلو التكفيري على التصورات الفكرية والفروع الفقهية. الجاهلية والتكفير وسلك الباحث الدكتور أحمد بوعود أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي– من المغرب في بحثه ( مفهوم الجاهلية وعلاقته بالتكفير - دراسة تقويمية) منهجا علميا ذا بعدين: بعد تحليلي: حلل فيه الآراء الواردة في الموضوع، والمتعلقة بمفهوم الجاهلية؛ وذلك بالبحث عن أصل المفهوم، وتتبع استعمالاته عند بعض رواد الحركة الإسلامية والآثار المترتبة عن ذلك ، وبعد تقويمي: قوّم فيه وصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، واستعرض آراء بعض العلماء التي تبين خطره. وخرج الباحث الدكتور بندر بن نافع بن بركات العبدلي من السعودية من خلال بحثه (خطورة التكفير وضوابطه في السنة النبوية) بعدد من النتائج منها تحريم تكفير المسلم، بدون مكفِّر، وأن من رمى رجلاً به ولم يكن كذلك فإنها ترجع عليه، وأنه من كبائر الذنوب وأن تكفير المعين لابد عند إرادة تكفيره من قيام الحجة وثبوت الشروط، وانتفاء الموانع، ومن هؤلاء الحكام والولاة. أما الدكتور إبراهيم أمين أحمد يعقوب من مصر فقد تطرق إلى دراسة ل ( ضوابط التكفير) تناول الباحث فيها ضوابط التكفير المطلق والمعين، مبيناً الفرق بينهما، ثم بين موانع التكفير، وانتهى بعد ذلك إلى مجموعة من التوصيات، وختم بحثه بعدد من النتائج من أبرزها تعميم ونشر أقوال أهل العلم وأئمة الدين بكل وسيلة والسعى الحثيث لإيجاد مساحة كبيرة لوسائل الإعلام لنشر مثل هذه الأبحاث ونوعياتها حتى تصل إلى السواد الأعظم من الأمة ولاتظل حبيسة الأوراق والمجلدات والتواصل مع المؤسسات الدعوية الحكومية وغيرها فى البلاد وخارجها لتُدرَس أقوال أهل العلم وأئمة الدين فى هذه القضية. أنواع الكفر وأحكامها وقدمت الدكتورة سلوى بنت محمد المحمادي من السعودية دراسة (أنواع الكفر وأحكامها) تناولت فيها معنى الكفر في اللغة والاصطلاح وأنواع الكفر وأحكامه، وتطرقت إلى ذلك من خلال مطلبين الأول: الكفر الأكبر حده وحكمه، والمطلب الثاني: الكفر الأصغر حده وحكمه. فيما قدمت منيرة حمود البدراني من السعودية دراسة بعنوان ( شروط التكفير وموانعه ) تناولت الباحثة أهم شروط التكفير: التكليف فإن الصبي وفاقد العقل لا يؤاخذان، كذلك الاختيار فإن المكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لا يكفر. وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة أن العلم بالمخالفة من أهم شروط التكفير، فالمعين لا يكفر إلا بعد قيام الحجة عليه، وهو مذهب السلف أما المجتهد في طلب الحق حتى وإن لم يصبه فهو معذور مغفور له خطؤه حتى وإن كان في أمر يكفر فيه، هذا مذهب أهل السنة. ثم دارت الحوارات والنقاشات حول موضوع الجلسة.