أرسلت الصين أربع حفارات أخرى إلى بحر الصين الجنوبي في علامة على أن بكين تصعد عملياتها للتنقيب عن النفط والغاز في تلك المنطقة المتوترة وذلك بعد أقل من شهرين من وضعها حفارا ضخما في المياه التي تطالب فيتنام بالسيادة عليها. إلى ذلك قال رئيس الوزراء الصيني لي كه بينغ إن بلاده تسعى لتعزيز التطوير السلمي للمحيطات محذرا من ان الصراعات السابقة لم تجلب سوى الكوارث على الإنسانية. وتأتي هذه التحركات في وقت تشعر فيه دول كثيرة في آسيا بقلق من تزايد الهيمنة الصينية في تلك المياه التي يحتمل أن تكون غنية بالطاقة حيث يدور خلاف حول السيادة على عدد لا حصر له من الجزر والجزر المرجانية. وتزعم الصين سيادتها على بحر الصين الجنوبي بشكل شبه كامل وترفض مزاعم فيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي بالسيادة على مناطق في البحر الغني بموارد الطاقة في واحد من أقدم النزاعات في آسيا وسبب محتمل لحدوث صراع. وثمة خلاف قديم بين الصين واليابان على السيادة في بحر الصين الشرقي. ونقل موقع وزارة الخارجية أمس السبت عن لي قوله في قمة بحرية في اليونان "ستمضي الصين بلا كلل على طريق التنمية السلمية ومعارضة أي محاولة للهيمنة على الشؤون البحرية". وقال لي "ساهمت تنمية المحيطات من خلال التعاون في ازدهار العديد من الدول بينما لم تجلب المنازعات على البحار سوى الكوراث للانسانية". وتنامي القلق في الصين إزاء دوافع الصين بعد ارسالها اربع منصات حفر لبحر الصين الجنوبي بعد أقل من شهرين من ارسال منصة حفر عملاقة لمنطقة تطالب فيتنام بالسيادة عليها. ويشير عدم احراز أي تقدم نحو تسوية النزاع إلى ان الطريق لايزال طويلا لحل واحد من اعنف الخلافات بين الصينوفيتنام منذ نشوب حرب قصيرة بينهما في عام 1979. واحدى العقبات أمام حل النزاع طلب الصين تعويضات عن اعمال الشغب المناهضة لها في فيتنام عقب نشر منصة الحفر مطلع الشهر الماضي. وقال عضو مجلس الدولة يانغ جيه تشي أكبر مسؤول عن السياسة الخارجية في ندوة في بكين أمس السبت ان الصين مستمرة في المحادثات متحلية بالصبر والصدق من أجل تسوية الخلافات. وأكد يانغ الذي زار فيتنام الأسبوع الماضي لايجاد حل للنزاع ان الصين لن تتخلى عن سيادتها.