سعادة رئيس تحرير صحيفة «الرياض» وفقه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد: فاسأل الله لكم العون والتوفيق.. فأشير إلى ما نشر في صحيفتكم بعددها ذي الرقم (109803) الصادر في 1435/7/11ه بقلم الكاتب الأستاذ يوسف الكويليت تحت عنوان (تأهيل الإمام والمؤذن وماذا عن الداعية). وقد بدأ الكاتب مقاله بالثناء على الوزارة في موقفها من الأئمة والمؤذنين وما تقوم به من دور رقابي من أجل تأهيلهم واستبعاد غير المؤهل منهم. ثم عرج بعد ذلك باللوم على الدعاة وخطباء المنابر ووصفهم بالتقليديين وأنهم غير مؤهلين، وأن خطابهم ينبغي ان يرتقي ليلامس ثقافة العصر وجدلية الفكر، ثم تكلم عن حلقات القرآن الكريم وان منها ما يستغل بتحويلها عن أهدافها إلى تنظيمات وجماعات وأحزاب لها علاقة بالارهاب، وأخيراً تحدث عن نظافة المساجد التي في الأحياء وأنها متدنية ومن الأئمة والمؤذنين من يكلف غيره ممن لا يحسن الأداء لضعف لغتهم العربية. والوزارة إذ تقدر للكاتب غيرته وحرصه على تلافي تلك الملاحظات التي ذكرها تود ان تشارك في ايضاح الصورة بعض الشيء حيث إن ما ذكره الأستاذ يوسف محل اهتمامها وتسعى بكل وسائلها إلى تحقيق الأفضل، ولا نسيء الظن بالدعاة، فهم على مستوى من العلم والمعرفة ويتلقون عدداً من الدورات في فن التعامل مع الناس وخاصة ما يتعلق بفقه الدعوة، ولعل ما ذكره الكاتب له ملابسات كثيرة وتعقيدات يتداخل فيها العنصر الديني والاجتماعي والفكري وقد تراكم على مدى عقود من الزمن، وتسعى الوزارة إلى علاجه بأفضل الطرق، علماً أنه لا يوجد من الدعاة المنتسبين للوزارة من نصب نفسه مفتياً. والخطاب الدعوي اليوم أرقى بكثير من ذي قبل ولله الحمد ومن لوحظ عليه أي نوع من التشدد أو الانحراف العقدي أو الفكري فيتم استبعاده إذا لم يستجب للعلاج والمناصحة، كما أود أن أنوه انه ليس كل داعية محسوباً على الوزارة ولعل من أشار إليهم الكاتب من هؤلاء لكنهم لا يخرجون من دائرة الرقابة وتتم محاسبتهم متى تحقق ذلك منهم وفق القنوات الرسمية. أما وصفه لبعض خطباء المنابر بأنهم تقليديون وثقافتهم قديمة يعالجون موضوعات تعداها الزمن ومنهم محرضون يشككون في وحدة المجتمع فهذا إن وجد في السابق فقد قل اليوم، لأن الوزارة أعطت هذا الموضوع جل اهتمامها، فلديها برنامج توعوي موجه للخطباء خاصة في المناطق يقام على مدار السنة يشارك فيه نخبة من أساتذة الجامعات من ذوي الخبرة الطويلة في الخطابة، وقد لاقى هذا البرنامج قبولاً من كافة شرائح المجتمع وظهرت آثاره للعيان، فضلاً عن التعليمات التي تصدرها الوزارة بين فترة وأخرى للتحذير من المناهج المتطرفة والبعد عن ذلك وكل ما من شأنه إثارة الفوضى في المجتمع، وأي خطيب يتصف بما ذكره الكاتب فإن الوزارة ترحب بالابلاغ عنه بالإضافة إلى رقابة الوزارة فإن رقابة المجتمع ومؤسساته مهمة في هذا الجانب وتستفيد منها الوزارة. وأما ما ذكره عن دور الوزارة في مراقبة حلقات تحفيظ القرآن الكريم فأقول: من نظر إلى ثمرات تلك الحلقات على مر السنين وما خرجته من حفظة لكتاب الله كانوا نافعين لدينهم ووطنهم ومجتمعهم وقدوة فاعلة متخلقين بأخلاق القرآن الكريم وبسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فمنهم القضاة وأساتذة الجامعات وأئمة الحرمين والأطباء والمهندسون وغيرهم أما من يخرج عن جادة الصواب وهذا وارد فالبشر يخطئون وقد يستغل ضعيف النفس هذا العمل لتغطية أمور سيئة ولكن هذا في حكم النادر والشاذ ولله الحمد، والوزارة لديها مصادرها لكشف من يعكر الخلل الأمني والفكري ونحوها وتتم محاسبته بحزم. وأما ما ذكره عن قصور نظافة بعض مساجد في الأحياء فأخبر الكاتب ان الوزارة تبذل أقصى جهودها في العناية بنظافة وصيانة بيوت الله، وتقوم الوزارة بإسنادها إلى مؤسسات الصيانة والنظافة، وقد يحصل بعض التقصير نتيجة لضعف الاعتمادات المالية مع ذلك فإن الوزارة لا تألو جهداً لمتابعة صيانة ونظافة المساجد والجوامع، وقد أعدت عدة لجان بالإضافة إلى عمل المراقبين واللجان الاستشارية المركزية لمتابعة أعمال المؤسسات والمقصرين، والإمام والمؤذن لهم دور في متابعة الصيانة والنظافة حيث لا تصرف مستحقات المتعهد إلا بعد توقيعها على كل شهادة إنجاز تتبع المؤسسة. أما فيما يتعلق بتكليف أئمة ومؤذنين غير مؤهلين أو من الوافدين أو غيرهم فالتعليمات تنص على منع ذلك والتشديد عليهم وتحاسب المسؤول الأول عن ذلك الإمام والمؤذن الا انه في بعض الحالات ونتيجة لعدم اقبال المواطنين على بعض المساجد لعدم وجود سكن فيها وخشية من ان يتعطل المسجد فيتم الاستعانة ببعض الإخوة الوافدين بشكل مؤقت، كما انه على كل مواطن الإبلاغ عن أي تساهل في هذا الجانب، فالمواطن عليه مسؤولية التعاون مع الوزارة في كشف التجاوزات. مكرراً شكري وتقديري لكم وللكاتب على هذه الإطلالة الجديرة بالاهتمام متمنياً لكم دوام التوفيق.. والله يحفظكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد د. توفيق بن عبدالعزيز السديري