يثير تدهور العلاقات الأمريكية الروسية مخاوف من أن البلدين في طريقهما لدخول حرب باردة جديدة، مع استمرار تكشف الأزمة الأوكرانية. ويقول ستيفن كوهين، الأستاذ بجامعة برينستون الأمريكية، إنه مع ذلك لا يحتمل أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولا بمفرده عن تزايد التوترات بين الولاياتالمتحدةوروسيا الاتحادية. وقال خلال منتدى هذا الأسبوع في واشنطن حول العلاقات الأمريكية الروسية "السبب الكامن وراء الأزمة الأوكرانية هو الانقسامات الأهلية الداخلية والتاريخية في أوكرانيا.. لقد أشعلت واشنطن وبروكسل مجددا هذه الانقسامات في نوفمبر 2013. ومنذ ذلك الوقت يقوم بوتين بردود فعل". واستشهد كوهين بقائمة طويلة من "المغالطات" التي تحيط بأزمة أوكرانيا، من بينها قول الاتحاد الأوروبي في نوفمبر إن الرئيس الأوكراني في ذلك الوقت أنه يفترض أن يكون الرئيس فيكتور يانوكوفيتش قد تعرض "لضغط" من جانب موسكو لعدم إتمام اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. وقال كوهين إن "الرأي الذي عرضه الاتحاد الأوروبي كان استفزازا متهورا اضطر رئيس منتخب ديمقراطيا في دولة منقسمة بعمق للاختيار بين روسيا والغرب.. ورفض الاتحاد الأوروبي اقتراح من بوتين بعمل ترتيب ثلاثي". ويعرف كوهين بمقال مثير للجدل كتبه في مارس الماضي لمجلة "ذا نيشن"، قال فيه إن "بوتين لم يخلق هذه الأزمة الأوكرانية، لقد فرضت عليه، ولم يكن أمامه بديل سوى الرد". ومنذ هذا الوقت، وصفت الكثير من وسائل الإعلام كوهين بأنه "أكبر معجبي بوتين". وبالنسبة لكوهين، تذكر الأزمة الأوكرانية بالحرب الباردة، ويقول: "إنها (أزمة أوكرانيا) أسوأ مواجهة أمريكية روسية منذ أزمة الصواريخ الكوبية - في تقديري". وقال للصحفيين في واشنطن هذا الأسبوع إن "الحالة الراهنة للعلاقات الروسية الأمريكية سيئة.. زملاؤنا في أمريكا لا يفهمون ولا يدركون الوضع في أوكرانيا". أما سيرجي كيسلياك، السفير الروسي لدى واشنطن، فإنه غير متحمس لمقارنة فتور العلاقات الأمريكية الروسية بالمواجهات السابقة. وقال "الحرب الباردة كانت تعتمد في الأساس على خطوط تقسيم كانت أيديولوجية.. هذه التقسيمات الأيديولوجية لم تعد موجودة". وحول الأزمة الأوكرانية، اعلن الرئيس بترو بوروشنكو أمس انه سيصدر "قريبا" امرا بوقف اطلاق النار من جانب واحد في شرق البلاد، وذلك في اطار خطته لتحقيق السلام لوضع حد لتمرد الانفصاليين الموالين لروسيا. وصرح بوروشنكو ان "خطة السلام تبدأ باعلاني وقف لاطلاق النار من جانب واحد" حسبما نقلت عنه وكالة انترفاكس-اوكرانيا. واضاف الرئيس الموالي للغرب "وبعد ذلك على الفور من المفترض ان نحصل على دعم لهذه الخطة الرئاسية من قبل جميع اطراف (النزاع). ويفترض ان يتم ذلك بشكل سريع جدا". وفي خطته للسلام يدعو الرئيس الاوكراني ايضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الاعتراف رسميا بالقادة الجدد للبلاد بعد سقوط السلطة الموالية لروسيا في نهاية فبراير الماضي. ووعد بوروشنكو ايضا بالعفو عن "الذين يلقون السلاح والذين لم يرتكبوا جرائم خطيرة".