دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين إلى تنسيقٍ وتحرك خليجي على أعلى المستويات لبلورة موقف موحد تجاه التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة مطالباً سموه باتخاذ خطوات تنفيذية متقدمة نحو الاتحاد الخليجي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وأكد سموه خلال استقباله ظهر أمس سفير خادم الحرمين بمملكة البحرين الدكتور عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ وعدد من سفراء الدول العربية ورجال الدين والفكر والإعلام ورجال الأعمال والشعراء على أن الأمة العربية والإسلامية قوية بما لديها من إمكانيات وثروات مؤكداً على أنها في ذات الوقت مستهدفة وأن محاولات تفتيتها وتقسيمها لن تنتهي وأن علينا أن نكون أكثر وعياً وحذراً لإفشال مخططات جر بلداننا إلى الفوضى والخراب والتدمير. وأشاد سموه بالجهود التي يقوم بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من أجل تعزيز العمل العربي والخليجي المشترك وما يتمتع به من حكمة وبُعد نظر من خلال دعوته إلى الانتقال بالعمل الخليجي المشترك من مرحلة التعاون إلى الاتحاد. كما حث سموه على ضرورة أخذ العبرة مما أحدثته بعض السياسات في الكثير من الدول العربية التي أوهموا شعوبها بحلم الربيع ليفيقوا على صوت الاقتتال والخراب. كما عبر سموه عن أسفه لاستمرار استهداف البحرين بصور وأشكال متعددة متطرقاً إلى استغلال المساعدات الخارجية للولوج الى الشأن الوطني واصفاً ذلك بصورة من صور الاستهداف والتآمر الذي ترفضه البحرين قيادة وشعباً. وشدد سموه على أن مملكة البحرين دولة مسالمة لا تتدخل في شؤون أحد ولا تقبل لأحد أن يتدخل في شؤونها وقال: "نحن لا نحتاج إلى وسطاء وليس بين أبناء الشعب الواحد في البحرين أبواب مغلقة تحتاج لأطراف ثالثة للمساعدة على فتحها وأن البعض الذين أرادوا استغلال انفتاحنا وديمقراطيتنا لضرب الاستقرار الذي تنعم به المملكة ودفعنا للتراجع عن هذا الانفتاح وتقويضه قد تفاجؤوا بإرادة وعزم صلب نحو الإصلاح والديمقراطية". وقال سموه إن شعب البحرين واع لكل المؤامرات التي تستهدف وطنه وأن علينا أن نساند من وقف لحماية بلده، مشدداً على أنه لا مجال للتهاون في محاسبة من يثبت تورطه في زعزعة أمن واستقرار الوطن، محذراً سموه بأن لا تستغل أجواء الانفتاح والحرية التي تشهدها الدول الخليجية كمنطلق لنشر الفرقة والفتن وتكريس عوامل التقسيم بين أبناء الوطن الواحد. وأشار سموه إلى أن البحرين ودول مجلس التعاون حققت من أهداف التنمية والرخاء ما عجزت عنه الكثير من الدول وبنت أوطاناً تسودها روح الألفة والمحبة والتآخي بين كافة مكوناتها وأن عليها ألا تترك مجالاً لمن يريد أن يبث بذور الفتنة والفرقة بين أبنائها. وفي ختام اللقاء أشاد السفراء ورجال الدين والفكر والإعلام ورجال الأعمال والشعراء الذين حضروا بالحنكة والنظرة الثاقبة ونهج القيادة تجاه الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية التي يتصف بها سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين.