تداول المغردون في تويتر نتائج دراسة قام بها باحثان في جامعة جورج واشنطن حول أكثر دول العالم تجسيدا للقيم الإسلامية؛ الدراسة التي أجريت على 208 دول في العالم أظهرت نتائجها المفاجئة في أنه ولا دولة إسلامية ضمن الدول العشر الأولى تجسيدا للقيم الإسلامية! وبصرف النظر عن موضوعية الدراسة من عدمها فقد وجد المتأسلمون في التوظيف الديني فرصة خصبة للاستقطاب؛ وجدوا الصيد طائراً أمامهم حينها بدأ استغلال المؤمنين بالدين لأغراضٍ أيديولوجية خاصة. استغل المتأسلمون النسمة المقدّسة بين المؤمن وربّه ليلجوا من خلالها على الفرد بتغذيته بنزعات دينية ذات أهداف سياسية أو عدمية هدفهم من ذلك تحويل المجتمع إلى جيش، وتفريغ الواقع من مضمونه لتصبح الدولة بحدودها ثكنةً عسكرية يديرونها بالميليشيات. هذه الثغرة التي تناوب المتأسلمون على استخدامها نجدها بكل وضوح لدى أصحاب الإسلام السياسي الذين يخططون لأجندتهم السياسية ومشاريع جماعاتهم، لهذا يتعجّب البعض من تمدد تنظيم كتنظيم القاعدة أو تنظيم إرهابي كتنظيم الإخوان مثلاً من دون أن يكون لديه كوادر ميدانية واضحة لها رؤوس في النهار، لكنهم غفلوا عن أسلوب أساسي لبعض الجماعات الإرهابية وهو أنها صارت تياراً عنيفاً تبتلع من حيث لا يشعر الأفراد الجدد المنضمون إلى ألوية تنظيمها. وليس هناك أكبر دلالة على هذا الاستغلال لدى التنظيمات الإرهابية من محاولات اختراق المجتمع من خلال مناطقه الطريّة، بدايةً من تجنيد وجر الشباب لمواطن الفتن والاقتتال باسم الدين وباسم الجهاد وليس انتهاءً بالمرأة، والشواهد عديدة في محاولات استغلال طراوة المرأة وطبيعة شغفها الخاص بالدين ليجنّدوها ضمن مخططهم الكبير، وهو يعتبر أسلوباً استراتيجياً ليتمكّنوا من اختراق نصف المجتمع المغلق في وجوههم. إنّ ما آل إليه التوظيف السياسي للدين شكّل عامل إشعال لفتيل الإرهاب، وأجّج نوازع التوظيف السياسي المقابل لكل القيم الإسلامية التي استغلها الإرهاب، فأصبحت الذريعة واحدة لدى كل التنظيمات والجماعات الإرهابية. مشكلة الانتهازية باسم الدين أنها تتجاوز تحويله إلى أداة للصراع السياسي إلى تبرير السلوك المناقض للدين من أجل نصرة الدين، فلا ضير من ممارسة سلوك مناقض للدين وتعاليمه ما دامت الغاية النهائية هي إقامة دولة الإسلام أو تحقيق شعار الإسلام هو الحل الزائف!