أنجزت بنجاح أول مرحلة من حلم "مبادرة بلدي" باتجاه شهود المرأة السعودية تتمكن سياسياً ومجتمعياً بتجهزها للانتخابات البلدية القادمة الخميس الماضي 14 شعبان 1435 - 12 يونيو 2014. قضت هذه المرحلة بالانتهاء من ثلاث عشرة ورشة عقدت في عشر مناطق وإحدى عشرة مدينة مغطية غالبية مناطق المملكة نفذت فيها ورشة "تعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة السعودية" وهي جزء من برنامج مشترك بيننا وبين "المعهد العربي لإنماء المدن"، المؤسسة العربية الإقليمية المختصة بكل ما يتصل بتنمية المدن وإنمائها شكلاً ومضموناً، وشريكنا الآخر "مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية" من خلال برنامجها "شريكة" المنبثق من "هامة" الذي خصصته المؤسسة لمشاركة المرأة في كل مناحي الحياة العامة وتنميتها بكل أدواتها وخبرتها في التنمية البشرية و"مؤسسة عكار للتنمية" بخبرتهم التدريبية العالية. وهي المؤسسات التي آمنت برسالة مبادرة بلدي الوطنية لتمكين المرأة السعودية التي بدأت في مطالباتها للمشاركة المجتمعية منذ طرح قرار دخول المملكة في مسيرة التمثيل الشعبي عن طريق مجالس بلدية عام 2004/1425. ف"مبادرة بلدي" استغرقت مسيرة لا بأس بها منذ تأسست إرهاصاتها في 2004 ومن ثم 2010 لتمكين المرأة السعودية من المشاركة في الانتخابات البلدية، لتصبح رؤيتها في 2011 تمكين المرأة السعودية في الشأن العام بعد القرار السياسي التاريخي لخادم الحرمين الشريفين بتدشين مشاركة المرأة السياسية من خلال قراره بدخولها مجلس الشورى والمجالس البلدية ترشحاً وتصويتاً في دورتيهما المقبلتين. وقد أنجزت هذه المرحلة التي امتدت من شوال 1434 إلى شعبان 1435 (سبتمبر 2013-يونيو 2014) بحصول أكثر من ثلاث مئة سيدة سعودية على معين مهم يزودهن بمعرفة إلى أين نتجه على مستوى المشاركة في قيادة المجالس المحلية ومنها الشأن العام فقد هدف المشروع لمساندة المرأة في التعرف على عمليات ومراحل الترشح والانتخاب وقيادة الحملات الانتخابية للمجالس البلدية ورفع مستوى ثقافة الانتخاب، مما يمكننا من القول بان الاستعداد الذي أبدته المرأة السعودية من كافة الخلفيات الثقافية والعمرية خلال هذه الورش يجعلهن جاهزات للانخراط في عملية المشاركة الوطنية العامة كناخبة وكمرشحة وكمنظمة وكمديرة ومنسقة. وقد أشرف على الحلقات التدريبية (النظرية والتطبيقية)، خبيرات مؤهلات ومتميزات من شبكة عكار للتنمية (لبنان)، وذلك وفقاً للبرنامج الشامل الذي أعده المعهد العربي لإنماء المدن مستنداً على المادة العلمية التي ارتكزت على اللوائح الخاصة بانتخابات المجالس البلدية وعمل البلديات ومهام المجالس البلدية. وقد تضمن البرنامج التدريبي عرضاً لمفهوم التنمية المحلية ومشاركة أفراد المجتمع في عملياتها. هذا بالإضافة إلى استعراض أمثلة للنظم الانتخابية في بعض الدول العربية وغير العربية. إنني من هذا المنبر الصحفي، كعضوة مؤسسة ومستشارة بلدي، أكرر الشكر لكل شركائنا ومن وثق وآمن بنا، ونشكر تعاون الجهات الرسمية المختلفة التي استقبلت الورش وعلى رأسها إمارات المناطق والغرف التجارية والجمعيات النسائية وبعض الجامعات في كل من الرياض (مرتين) وجدة (مرتين) ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام والهفوف وأبها والباحة ونجران وجازان، وأخيراً الخبر. ونشكر السيدات والشابات اللائي خضن هذه التجربة الجديدة معنا مثبتات ثقافة وسعة أفق وطموحاً بلا حدود لم يقتصر على المدن الكبرى بل وصل كل مكان. وندعو الله أن يكون مستقبلنا معاً زاهراً ومكللاً بالتوفيق والمزيد من النجاح والاستمرار في تحقيق الطموحات. ونتجه من هنا إلى مرحلة ثانية من تعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة السعودية للمشاركة في الانتخابات البلدية والشأن العام، مستفيدات من التجربة الثمينة بكل حلوها ومرها لننتقل إلى مرحلة أكثر نضجاً ومردوداً. مبروك لنا وللمرأة السعودية في كل مكان.