واصل جيش الاحتلال أمس لليوم الثاني، عمليات التمشيط والملاحقة، واعتقل العديد من المواطنين الفلسطينيين في مدينة الخليل وريفها، وذلك في اطار عمليات البحث الحثيثة عن ثلاثة مستوطنين، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، اختفت آثارهم ما بين الخليل وبيت لحم، ليل الخميس الماضي وأعلنت سلطات الاحتلال رسمياً مساء الجمعة أنهم تعرضوا لعملية اختطاف. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال شنت عمليات دهم محمومة طالت عدداً كبيراً من منازل المواطنين في مدينة الخليل والعديد من القرى المحيطة مثل تفوح، ودورا، ويطا وبيت كاحل، وترقوميا، ضمن حملة اطلقت عليها اسم «من بيت لبيت»، في حين استعانت بطائرات مروحية وبدون طيار ومناطيد في أعمال التفتيش والرصد والمتابعة. وأشارت المصادر الى أن قوات الاحتلال اعتقلت في منطقة الخليل 16 مواطناً بينهم امرأتان وأسيران سابقان من حركة «حماس»، فيما صادرت تسجيلات لكاميرات مراقبة في هذه المناطق. من جهة أخرى، ذكرت مصادر في شرطة المعابر الفلسطينية بأريحا، أن سلطات الاحتلال منعت المواطنين من سكان مدينة الخليل الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من السفر الى الاردن، وأعادتهم منذ ساعات الصباح بعد ان منعتهم من عبور الحدود الى الاردن. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلة ان جيش الاحتلال نشر لواء المظليين وقوات خاصة أخرى في جنوبالضفة الغربية تحضيرا للنشاطات العملياتية المطلوبة بناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة في إطار أعمال البحث الحثيثة المتواصلة عن المستوطنين المفقودين. وادعى مصدر عسكري اسرائيلي انه تم إحراز بعض التقدم في التحقيقات المكثفة الجارية في القضية إلا أنه رجح استمرار أعمال البحث وقتا طويلا حتى تفضي الى نتائج . وأضاف أن الفرضية الأساسية تقول إن المستوطنين الثلاثة اختطِفوا لأغراض المساومة، دون استبعاد أي احتمال آخر مثل قتلهم أو نقلهم من منطقة الخليل المفترض انهم موجودون فيها الى أي منطقة أخرى. وذكرت صحيفة «هآرتس» على موقعها الالكتروني أمس أن التقديرات السائدة لدى جيش الاحتلال باتت تشير إلى إمكانية محاولة نقل المستوطنين المخطوفين الى احدى القرى الاردنية القريبة من الحدود. وذكر مصدر عسكري اسرائيلي أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية يجري «بشكل موضوعي». في غضون ذلك، نفى مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية- نقلا عن مصادر فلسطينية- من أن نتنياهو قد تحدث هاتفياً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وكان نتنياهو تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري زاعماً أن عباس يتحمل المسؤولية عما جرى بسبب قراره التحالف مع «حماس»، فيما أجرى كيري بدوره اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفلسطيني. في غضون ذلك، شنت قطعان المستوطنين اعتداءات واسعة النطاق على سيارات المواطنين الفلسطينيين وهشمت زجاج عدد كبير منها وأوقعت اصابات في صفوف ركابها، في عدة مناطق من الضفة الغربية، لا سيما على طريق نابلس - رام الله وفي محيط مدينة قلقيلية وقرب تجمع مستوطنات (غوش عتصيون) جنوب بيت لحم. بدورها، وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه العملية ب»اللغز المعقد» حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي كافة الوسائل العسكرية والاستخباراتية من أجل الوصول لأي معلومة تفيد بشأن جنوده المفقودين، ولكن الساعات تمر دون أي طرف معلومة حول العملية. وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» على موقعها الالكتروني ان جهاز المخابرات والأجهزة الأخرى بدأت في فحص إمكانية أن تكون سيارة ال»هونداي» التي عثر عليها محروقة, تعود لمنفذي عملية الاختطاف وليس للمستوطنين أنفسهم، وقد تم إجبارهم على الصعود الى السيارة التي كانت تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية ولكنها أحرقت فيما بعد. ولفتت الصحيفة الى الى ان جهاز «الشاباك» لا يستبعد ان يكون المنفذون استخدموا نفقا أرضيا لإخفاء المخطوفين أو نقلهم من مكان إلى مكان.