سأتحدث عن نقاش صار معي في ملعب كرة قدم "انجيلة"، حيث كنت مشتركا فيه وهدفي كان الترفيه وكسب خطوات من الركض تعزز الصحة الجسدية لدي، وكذلك المتعة التي تريح نفسيتي عند مزاولة كرة القدم، والحلم الذي كان يراودني أن اصبح نجما يشار إلي بالبنان، قد وافته المنية بعد اكتسى رأسي الشيب بدل السواد. وكعادة من هم مثلي يكون وجوده بالملعب فقط ك "المزهرية" فالكرة تتحرك في جميع أرجاء الملعب ما عدا المكان الذي اقف فيه، وأنتظر أهل القلوب الرحيمة أن يمرروا لي كرة لعلي اتشرف بلمس الكرة قبل انتهاء الوقت المخصص لنا باللعب. وفي العادة أنت لا تستمتع برؤية لعب جميل ولا في العادة يلفتك لاعب يمتعك بأدائه، ولكن في ذلك اليوم لفت نظري لاعب لا اعرفه كان يشاركنا التمرين، شعرت لوهلة أني أشاهد يوسف الثنيان أمامي بشحمه ولحمه، مهارات تفوق الجميع، تعرف من النظرة الأولى أن هذا لاعب ناد من تحركاته، وكنتروله، وتسديداته، ولياقته العالية. بعد انتهاء اللعب سلمت عليه واثنيت على موهبته، وألحقتها بقول ما شاء الله تبارك الله، خشية أن اتهم بالعين في مجتمع صار لديهم هواجس ورعب من العين، وسألته لماذا لا تلتحق بناد بدل أن تضيع وقتك باللعب مع هواة. كان جوابه علي كالصاعقة وقال اللاعب فلان ويقصد (لاعب دولي سابق بالمنتخب) هو المتحكم بالنادي بالكامل، ولن يسمح لك باللعب بالنادي إلا بموافقته، علما أن هذا النادي يصارع دائما من أجل البقاء في الدوري الممتاز، اي ليس من ضمن الفرق الكبيرة، فقلت له أنت تملك موهبة حقيقية تؤهلك لدخول النادي، قال: أنا شاركت بدرجة الشباب وقدمت مستويات يشهد لها الجميع، ولكن بعد أن تجاوز عمري الحد المسموح للمشاركة مع فئة الشباب كنت اتوقع ضمي إلى الفريق الأول، ولكن تم اخذ كم لاعب هم أقل مني مستوى وأمكانات؛ لأنه يجمعهم بهذا اللاعب معرفة شخصية فتم ضمهم واستبعادي، فحينها شعرت أن الواسطة موجودة حتى في كرة القدم". بالطبع انتهى حوارنا وتوادعنا وبقيت أنا في حيرة من امري، هل هو بالفعل صادق، أم أنه شخص يزيف الحقائق؟ هل بالفعل أنديتنا قائمة في اختيار اللاعبين على الواسطة، وإذا كان اللعب مع أندية تصارع للبقاء في الدوري الممتاز يحتاج لواسطة فماذا تحتاج له من أجل اللعب في الأندية الكبيرة؟ هل بالفعل وصل حال رياضتنا لهذا المستوى، بل نحن نسمع أنه حتى ارتداء قميص المنتخب يحتاج إلى واسطة، لا أدري هل هذا مجرد احاديث يطلقها الناس لا صحة لها؟! في الختام أتمنى من رعاية الشباب أن تنظر وتحقق في هذا الموضوع ففي الحقيقة أن المواهب السعودية تناقصت بشكل هائل، واصبح لدينا ناديان او ثلاثة هي التي تقدم المواهب الجديدة للكرة السعودية، والبقية تكتفي بشراء اللاعبين الذين يبرزون من دون محاولة البحث عن مواهب قد تحقق للنادي بطولات كثيرة، وبتكاليف قليلة، وليس ذلك وحسب بل قد يكسب خزينة النادي مبالغ طائلة. إذا اصبح مقياس الأندية السعودية في اختيار اللاعبين الموهوبين قائما على المعرفة، متجاهلين الموهبة حينها ردد معي على رياضتنا السلام.