يتمدد بطنك ويكبر حجمه خلال فترة الحمل، ولكن البطن في الواقع ليس الجزء الوحيد من الجسم الذي يتغير بفعل الحمل، فبشرتك أيضاً ستشهد تغيرات خلال الأشهر التسعة المقبلة من الحمل. ولا يقتصر الحمل في تأثيره على زيادة محيط الخصر والشعور بالتوحم والشعور بالدوار، بل تمتد آثاره أيضاً إلى الحصول على شعر رائع وكثيف وخدود متوردة. فيما عدا ذلك فإن الحمل يعني لبعض السيدات ظهور البثور والتصبغات الجلدية والزوائد اللحمية والدوالي. كما أنه قد يسبب فرط الحساسية، لذلك لا يمكن لكثير من الحوامل التمتع بالمجوهرات المفضلة لديهن أو مساحيق التجميل. يعود السبب في التغيرات الحاصلة خلال الحمل إلى التغيرات الهرمونية وتحديداً التغيرات في مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون حيث تؤثر على جلد الحامل. ما الذي ينتظر المرأة الحامل من تغيرات أخرى؟ 1- بشرة صافية ومتألقة يعتقد أطباء الجلدية أن ما يحدث للحامل من مزيج من الهرمونات، والدهون، وزيادة حجم الدم بما يعادل 40 ٪ تعتبر عوامل تجعل البشرة تبدو مشرقة ومتألقة أثناء الحمل. حيث تعمل التغيرات الهرمونية في فترة الحمل على تقديم المزيد من الأوكسجين والمواد المغذية لجميع أجهزة الجسم بما في ذلك الجلد. أما السبب الآخر وراء نضارة البشرة فيكمن في زيادة الوزن عند المرأة الحامل وما يصاحبه من امتلاء الجلد فيبدو مظهره مشدوداً وأملس. 2- ظهور البثور تؤدي الزيادة في مستويات هرمون البروجسترون إلى زيادة إفراز الزهم (دهون البشرة) مما يسبب تكون البثور. ولكن على الحامل أن تحسن اختيار منتجات العناية بالبشرة، ومن ذلك تجنب المنتجات المحتوية على الريتينول، والرتينوئيدات وحمض الصفصاف نظراً لآثارها الضارة على صحة الجنين. الريتنول والرتينوئيدات هي مشتقات فيتامين (أ)، وتناول فيتامين (أ) عن طريق الفم بجرعات عالية يمكن أن يسبب تشوهات خلقية خطيرة في الجنين. ولكن من غير المرجح أن يؤدي استخدام الريتنول والريتينويد موضعياً إلى الاضرار بصحة الجنين، ومع ذلك لا توجد معلومات مثبته بشأن استخدام هذه المكونات خلال فترة الحمل. ينصح بعض الأطباء باستخدام البنزويل بيروكسايد بدلا من ذلك. فقد تم اختبارها لمعالجة حب الشباب ووجدت بأنها آمنة أثناء الحمل. كما يمكن استخدام العلاجات الموضعية الطبيعية مثل زيت شجرة الشاي والخزامى. 3- بقع جلدية داكنة تصاب نصف النساء الحوامل بالكلف والذي يظهر كبقع كبيرة داكنة في الوجه، ويطلق عليها أحياناً "قناع الحمل". وعادة ما تظهر هذه التصبغات على جانبي الخدين والأنف والجبين. زيادة مستويات الهرمونات هي أحد العوامل المسببة للتصبغات. حيث يكون الاستروجين والبروجسترون والهرمون المنشط للخلايا الصباغية المسئولة عن تنظيم لون البشرة في أعلى مستوياتها خلال الثلث الأخير من الحمل. ولسوء الحظ لا تملك المرأة الحامل سوى القليل من الخيارات لمنع الكلف، ومن ذلك الابتعاد عن أشعة الشمس التي تلعب دوراً في تفاقم الكلف، بالإضافة إلى استخدام منتجات الوقاية من الشمس واسعة الطيف لحجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة والتي تزيد الكلف سوءاً. ويمكن معالجة البشرة من الكلف والتصبغات بعد الولادة والانقضاء من مرحلة الإرضاع عن طريق استخدام منتجات التفتيح المحتوية على عرق السوس، وفيتامين (ج)، وحامض كوجيك، أو الريتينول. 4- شعر كثيف وصحي في دورة نمو الشعر يستمر نمو الشعرة الواحدة من سنتين إلى 6 سنوات ثم تدخل في مرحلة الراحة وتستغرق بضعة أشهر قبل أن تسقط. ولكن مرحلة الراحة تطول عند المرأة الحامل فيقل تساقط الشعر مما يجعل مظهره يبدو كثيفاً. وإلى جانب الشعر تتمتع الحامل بأظفار أقوى وأطول. يعزز الحمل من هرمونات الجسم ويزيد من حجم الدم والماء مما يوفر المزيد من الأكسجين والمواد المغذية التي تصل إلى الشعر. 5- نمو الشعر على كافة الجسم الجانب السلبي لنمو الشعر وكثافته خلال فترة الحمل أنه لا يقتصر على الرأس بل ينمو بغزارة في مناطق أخرى من الجسم كالوجه والإبط والساق. ولابأس من استخدام الكريمات الخاصة بتشقير الشعر أو إزالته على المناطق الصغيرة كالشارب مثلاً مع تجنبها على البقع الكبيرة. حيث تحتوي هذه المنتجات على مكونات نشطة مثل مسحوق الباريوم كبريتيد barium sulfide powder و calcium thioglycolate والتي يمكن أن يمتصها الجسم وتصل إلى مجرى الدم ومنه إلى الجنين فتؤثر في نموه. كما أنه لم يتم اختبارها للتأكد من سلامتها خلال الحمل. وقد تكون الطرق الأخرى لإزالة الشعر كاستخدام الشمع مؤلمة للحامل كما قد تسبب البثور والطفح الجلدي. وربما كانت إزالة الشعر بالحلاقة هو الخيار الأفضل والأقل تهيجاً للبشرة. في النهاية تذكري أن كثافة الشعر –حتى في الرأس- هي مسألة موقتة تزول تدريجياً على مدى 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة وهي مرحلة معروفة بتساقط الشعر ما بعد الولادة. ولذلك لا تقلقي بشأنها دعي الأمور تأخذ مجراها الطبيعي ولا تتعجلي في التطلع إلى الليزر مثلاً لإزالة الشعر. 6- بشرة حساسة ليست المشاعر والعواطف وحدها التي تصبح حساسة بفعل الحمل بل إن جلدك أيضاً يمكن أن يكون أكثر حساسية خلال أشهر الحمل حتى تجاه بعض المواد أو المنتجات التي لم تمثل لك مصدرا للحساسية من قبل. على سبيل المثال من الحالات الشائعة تحسس البشرة من المجوهرات التي اعتدت على ارتدائها قبل الحمل. استخدمي منتجات العناية بالبشرة اللطيفة والخالية من العطور واحرصي على اختبار الأنواع الجديدة على معصمك أو خلف الأذن قبل الشروع باستخدامها. 7- الشامات يمكن للشامات أن تزداد في حجمها أو قد يظهر الجديد منها خلال أشهر الحمل. ومن الممكن أن ينمو عند بعض السيدات الحوامل حبيبات قيحية وزوائد داكنة على اليد أو في الفم وتسمى "أورام الحمل". وعادة ما تكون هذه التغيرات حميدة وغير ضارة ولكن من الأفضل دائما استشارة طبيب الجلدية في حال ملاحظتك لشيء من التغيرات على الشامات أو البقع والتصبغات الجلدية. لا يستطيع الشخص العادي التعرف على ماهية التغيرات الجلدية وما إذا كانت حميدة أو غير ذلك، وحيث يمكن للسرطانات الجلدية أن تنشأ خلال الحمل فمن الجيد فحص التغيرات الملحوظة من قبل الطبيب المختص. إذا كانت الشامات حميدة فلا بأس من الانتظار وإزالتها بعد الحمل، أما إذا كانت سرطانية فالأولى عدم التأخر في علاجها حيث يمكن إزالتها جراحياً أثناء الحمل. 8- الزوائد الجلدية من التغيرات الممكن حدوثها خلال الحمل نمو زوائد لحمية صغيرة على الجلد، وتتميز كل زائدة بقاعدة ضيقة صغيرة وتتكون عادة في المناطق المعرضة للاحتكاك مثل الإبطين، أو منطقة الفخذ، أو تحت الثديين أو قاعدة العنق، وغالبا ما تظهر في الثلث الثاني والثالث من الحمل. وذلك لأن المستويات العالية من هرمونات الاستروجين والبروجستيرون في أشهر الحمل تعمل على تحفيز نمو الطبقات الخارجية من الجلد. وعلى الرغم من انكماش بعض الزوائد بعد الولادة إلا أن بعضها الآخر يبقى على حاله ويمكن إزالته من قبل طبيب الجلدية. 9- ظهور خط داكن في البطن تشهد حوالي ثلاثة أرباع النساء الحوامل تكوّن خط داكن يمتدّ عموديا من السرة إلى منطقة العانة. وينشأ هذا الخط بفعل زيادة انتاج الميلانين في فترة الحمل. ومع ارتفاع هرمون الاستروجين في الجسم يزداد نشاط الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين في الجلد، وهذا ما يفسر أيضاً اللون القاتم للحلمات عند المرأة الحامل. ومع ذلك لا داعي للقلق فسرعان ما تزول هذه الظاهرة بعد انتهاء الحمل. 10- الدوالي في حين تبعث زيادة حجم الدم على إشراقة البشرة وزيادة نضارتها إلا أنها في الوقت ذاته تخلق ضغطاً على أوردة الساقين مما يسبب تورّماً مؤلماً يؤدي إلى ما يوصف عادة بالدوالي. والدوالي هي تمدد الأوعية الدموية وتورّمها بشكل غير طبيعي مما يجعلها منتفخة وبارزة على سطح الجلد. ويرجع السبب في حدوث الدوالي إلى وجود خلل في صمامات الأوردة التي تنظم تدفق الدم أونتيجة لضعف جدران الوعاء الدموي. هناك بعض التمارين التي تحسن من الدورة الدموية وتحافظ على تدفق الدم وتحدّ من ارتجاعه في الأوردة. كما أن الجوارب الضاغطة مهمة لتخفيف أعراض الدوالي خاصة إذا كانت طبيعة عملك تتطلب الوقوف لفترات طويلة. إذا لم تتلاش الدوالي من تلقاء نفسها بعد الحمل فيمكن معالجتها بالحقن (التصليب) بعد الولادة. حيث يقوم جراح الأوعية الدموية أو طبيب الجلدية بحقن رغوة دوائية في الوريد لتعمل على إغلاقه نهائياً. ويستدعي العلاج عدة جلسات قبل أن تختفي الأوردة تماماً وتعود الساق إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الحمل. يزداد تكون البثور بسبب زيادة في مستويات هرمون البروجسترون تكثر الزوائد الجلدية خلال الحمل الدوالي عبارة عن تمدد الأوعية الدموية