يخضع الجلد في فترة الحمل لتغيرات كبيرة بفعل عمليات الأيض والتغيرات الفسيولوجية والهرمونية. ولا تتعدى بعضها عن كونها تغيرات شكليه تقتصر على الناحية الجمالية للجلد وتخلو من الأعراض الصحية أو تكون طفيفة إن وجدت. وبالمقابل تتميز بعض التغيرات الطارئة على بشرة المرأة الحامل بكونها مؤلمة وذات دلائل طبية هامة. فقد يقوم الحمل بالكشف عن مرض جلدي كامن وتنشيطه، كما أن هناك تغيرات جلدية يرتبط حدوثها بالحمل. وفيما يلي وصف مفصل لبعض التغيرات الجلدية الشائعة في فترة الحمل: التغيرات في الأوعية الدموية : يزداد تدفق الدم في الجلد أثناء فترة الحمل فتصبح البشرة أكثر عرضة للحكة والتورّم (انتفاخ الساقين) ويتضح ذلك في ضيق الأحذية وظهور الشعيرات الدموية العنكبوتية واحمرار راحة اليد عند بعض الحوامل إضافة إلى الأورام الوعائية الدموية . التصبغات الجلدية : تحدث التصبغات أثناء الحمل فيزداد سواد الحلمات والأعضاء التناسلية ومناطق الثنيات مثل الإبطين كما يزيد اسمرار الشقوق البيضاء ويظهر الكلف على المناطق المكشوفة كالوجه وتزداد حالتها سوءًا بفعل التعرض لأشعة الشمس مما يؤثر نفسياً في المرأة الحامل، ولذا ينصح باستخدام واقي الشمس المحتوي على عامل حماية من الأشعة فوق البنفسجية عالي الدرجة (25 فما فوق) .وتشتد الشامات المصطبغة دكانة وتزيد من حيث حجمها وعددها. التغيرات في الشعر: يخف تساقط الشعر خلال الحمل ويرجع السبب إلى بطء دورة نمو الشعر المكونة من مرحلة النمو ثم مرحلة السكون ثم المرحلة الأخيرة مرحلة الضمور، وتلاحظ المرأة الحامل كثافة الشعر وزيادة إفراز الزهم فيبدو الشعر أكثر لمعاناً. وبعد الولادة يدخل جزء كبير من الشعر في مرحلة الضمور مما يؤدي إلى تساقط حاد وشديد . ويعزى نمو الشعر الرجولي (الشعرانية) أثناء فترة الحمل للزيادة في هرمون الاندروجين المرتبط بها أثناء الحمل. التغيرات الشعرية الدهنية : إن زيادة هرمون الاستروجين أثناء الحمل تعمل على تحسين حب الشباب. ولكن حب الشباب قد يتفاقم لدى بعض النساء ويكون الجلد عندها دهنياً بشكل عام. تشققات الجلد : تعد تشققات الجلد على الثديين والبطن شائعة جداً في فترة الحمل، كما يمكن أن تظهر دون وجود حمل. ويعتقد أنها ناتجة عن تفاعل عاملين أساسيين هما: عامل التغيرات الهرمونية ، وعامل ميكانيكي (تمدد الجلد مثل الحمل أو زيادة الوزن). الالتهابات الجلدية قد تحدث التهابات المهبل الفطرية الناجمة عن المبيضات Candida. وتزداد الثآليل الجلدية والتناسلية في فترة الحمل. ويمكن أن تشكل الالتهابات الفيروسية التناسلية مشاكل فيما يتعلق بالولادة إذا ما كانت في حالة نشطة. هناك خمس حالات جلدية تحدث في فترة الحمل ومنها ما ينجم أساساً عن الحمل: الحكة المصاحبة للحمل : تحدث الحكة في حوالي 20% من حالات الحمل. وعادة ما تكون مصاحبة لنوع من الالتهابات الجلدية. ولا توجد دلائل جسدية للإصابة بالحكة سوى ما تخلفه من آثار الخدوش على الجلد مع الخلو من المسببات بما فيها نقص الحديد. وترتبط الحكة عند حوالي 2% من النساء بالركود الصفراوي في فترة الحمل. وتبدأ الحكة في الثلث الثالث من الحمل وتصيب البطن وراحة اليدين وأخمص القدمين. وتظهر نتائج تحاليل وظائف الكبد غير طبيعية مع ارتفاع أملاح الصفراء. ثم تعود النتائج إلى طبيعتها بعد الولادة غير أن الحالة قد تتكرر في حالات الحمل اللاحقة. انتفاخ الساقين بسبب زيادة في تدفق الدم في الجلد طفح جلدي متعدد الأشكال: تصيب هذه التغيرات الجلدية حالة واحدة من بين 240 حالة من حالات الحمل بجنين واحد، ولكنها أكثر شيوعاً في الحمل المتعدد المواليد (وجود أكثر من جنين في الحمل نفسه) لاسيما في حالات الحمل بتقنية التخصيب خارج الجسم المعروفة بأطفال الأنابيب. وتحدث بنسبة أكبر في حالة الأجنة الذكور. وعادة ما تبدأ في الثلث الأخير من الحمل وبعد الولادة أحياناً. ويشيع هذا الطفح الجلدي في الحمل الأول أو في المرة الأولى من حدوث الحمل متعدد المواليد. يبدأ الطفح في مناطق التشققات الجلدية من البطن والأفخاذ ثم يمتد إلى كامل الجذع والأطراف بما في ذلك اليدان والقدمان. ويكون الطفح مصحوباً بالحكة المزعجة لدرجة قد توقظ الحامل من النوم. ولا تعرف المسببات المرضية للطفح الجلدي. الحكاك الحملي : قد تتعرض امرأة واحدة من بين 300 امرأة إلى مرض الحكاك أثناء فترة الحمل. ويبدأ هذا المرض الجلدي عادة في نهاية الثلث الثاني من الحمل أو مع بداية الثلث الأخير منه ، وتكون الحكة الجلدية شديدة ومؤذية. ومن الضروري التأكد من أن نقص الحديد ليس عاملاً مساعداً في حدوث الحكاك الحملي. وغالباً ما تستمر هذه الحالة لعدة أيام أو أسابيع بعد الولادة ولا يشترط حدوثها في الحمل المستقبلي. التهاب الجريبات الحملي الحاك : وتعتبر هذه الحالة الجلدية نادرة وتشيع بين الحوامل بالأجنة الذكور أكثر من الأجنة الإناث. وتثير الحكة طفحاً يرتفع عن سطح الجلد وبثورا ملتهبة تبدأ بالظهور في الثلث الأخير من الحمل وتصيب الجذع وربما تنتشر إلى الأطراف. ويمكن معالجتها بالأدوية الموضعية المحتوية على الاستيرويد. ويرتبط التهاب الجريبات الحملي الحكاك بانخفاض الوزن عند الولادة. داء الفقاع الحملي: الفقاع الحملي هو أشد أنواع الأمراض الجلدية خطورة في فترة الحمل. ويحدث بنسبة 1 من 50000 حالة حمل. يبدأ الفقاع الحملي بالظهور في الثلث الثاني من الحمل وغالباً في الأسبوع الأول بعد الولادة (يمتد حدوثه من خمسة أسابيع في الحمل إلى ما بعد الولادة بأربعة أسابيع) ومن الوارد حدوثه في حالات الحمل الأولى واللاحقة. يظهر الفقاع الحملي حول السرة أولاً ثم ينتشر على الجذع والأطراف واليدين والقدمين، بما في ذلك راحة اليدين وأخمص القدمين ونادراً ما يصيب الوجه مع امكانية حدوثة في الفم والفرج. وترافقها حكة شديدة ومزعجة يتعذر معها النوم أحياناً. ويمكن أن تنتقل عدوى الإصابة إلى الجنين عن طريق المشيمة بنسبة 3% من حالات الحمل المصابة. ولا تزال الدراسات قاصرة عن الإحاطة بالأسباب الحقيقة لهذا المرض. الشعيرات الدموية العنكبوتية يظهر الكلف على المناطق المكشوفة كالوجه