يُعدُّ الإطلاع على أوراق إجابات الطلاب في الاختبار من اختصاص معلم المادة نفسه بحكم الاختصاص، لذا فإنَّ من المفترض أن يكون المعلم هنا ستراً وغطاءً على ما قد تسطره أنامل بعض الطلاب من عبارات غريبة، أو إجابات طريفة في لحظة يأس أو عدم قدرةٍ على الإجابة على بعض الأسئلة التي لم يفهمها الطالب بشكلٍ جيِّدٍ، أو أنَّ الوقت لم يسعفه لمذاكرتها قبل أن يأتي إلى قاعة الاختبار. وأدَّى انتشار الهواتف المحمولة المزوَّدة ب»كاميرا» التصوير، إلى جانب سهولة الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك توفُّر تطبيقات الهواتف الذكيَّة، إلى إمكانية إقدام بعض المعلمين على تصوير الإجابات الغريبة والطريفة للطلاب، ومن ثمَّ نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال بعض البرامج المتوفرة على الجوَّالات، ومن ذلك برنامج «واتس أب» و»تلي جرام»، وغيرها من البرامج المعروفة. وهناك من يرى أنَّ أوراق إجابة الطلاب على أسئلة الاختبارات تحوَّلت في الفترة الأخيرة إلى مساحةٍ حرة لهؤلاء الطلاب للتعبير عن مشاعرهم أو ميولهم الرياضية، إلى جانب وجود من يستغل ورقة الإجابة للتعبير عن امتعاضه من صعوبة الأسئلة أو حنقه على معلمه الذي لم يؤدِّي دوره المطلوب منه أثناء العام الدراسي على الوجه المطلوب، خصوصاً في ما يتعلَّق بالدور المنوط به في إيصال المعلومة إلى طلابه بالشكل المناسب. ويرى بعض المعلمين أنَّ هذا الأسلوب يدل دلالةً واضحة على استهتار هذه النوعية من الطلاب وعدم اهتمامهم بالمادة الدراسية والتحصيل العلمي، مضيفين أنَّ هذه التجاوزات منتشرة بشكلٍ أكبر في المدارس الحكومية مما هو عليه الحال في المدارس الأهلية، مشيرين إلى أنَّ هذه التجاوزات تصدر في كثير من الأحيان من قبل الطلبة المنتسبين أو ما يُعرفون بطلبة «المنازل»، مرجعين فعلهم هذا إلى عدم وجود الوقت الكافي لديهم للمذاكرة بجدٍ واجتهاد، بحكم عدم تفرّغهم وانشغالهم بوظائفهم العملية. من جهةٍ أخرى فإنَّ هناك فريقٌ آخر من المعلمين يرى أنَّ المقياس في تقييم إجابات الطلاب يختلف من معلم لآخر، لذا فإنَّ ماهو مقبول لدى البعض مرفوض لدى الآخر، واتَّفق الجميع على أنَّ حرص بعض المعلمين على تصوير ونقل هذه التجاوزات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ساهم بشكلٍ كبير في خلق ظاهرة اجتماعية سلبية قد تؤدي إلى عزوف بعض الطلاب والطالبات عن المدارس. توعية الطلاب وقال «محمد خالد» -وكيل إحدى المدارس الثانوية-:»تعود التجاوزات في إجابات بعض الطلاب لعدم جديتهم واستهتارهم»، مضيفاً أنَّ من أسباب وجود هذه الحالات، البيئة المحيطة بالطالب وعدم احترام المعلم، إلى جانب اعتقاد البعض أنَّ في ممارسة هذا السلوك إظهار للجانب الرجولي لديهم، أو محاولتهم لفت أنظار الآخرين إليهم، داعياً المعلمين والمرشدين الطلابيين إلى إرشاد الطلاب وتوعيتهم، مشدداً على أهمية الدور الذي يلعبه أولياء أمور الطلاب في هذا الجانب عبر التعاون مع المدارس في إيضاح أسباب تجاوزات أبنائهم. وأضاف أنَّ هذه التجاوزات من قبل بعض الطلاب يمكن ملاحظتها بشكل أكبر في المدارس الأهلية مقارنة بالمدارس الحكومية، مشيراً إلى أنَّ هناك تساهل من قبل بعض المعلمين في هذا الشأن، موضحاً أنَّ بعض الطلاب يلجأ إلى انتهاج هذا الأسلوب لتفريغ الشحنات السلبية لديه، لافتاً إلى أنَّ بعضهم قد يُقدم على هذا الفعل بكتابة بعض الدعوات لمعلم المادة أو مدحه بأبيات شعرية؛ من أجل استمالته إليه، اعتقاداً منه أنَّ هذا الأسلوب قد يجعل المعلم يساعده على النجاح في المادة. شخصية المعلم وأشار «عبدالله الجهني» –معلم في المرحلة الثانوية- إلى أنَّ خروج بعض الطلاب عن النص أثناء إجاباتهم على أسئلة اختبارات بعض المواد الدراسية يعود إلى استهتارهم، إلى جانب أنَّ هذا الفعل قد يُنبئ عن ضعف شخصية المعلم، وكذلك ضعف أنظمة عقاب وردع الطلاب المستهترين. ظاهرة اجتماعية وأيَّده الرأي «فضل الأحيوي» –معلم في المرحلة الثانوية-، مفضلاً تجاهل هذه الأفعال المرتكبة من قبل بعض الطلاب؛ من أجل منع انتشارها وتحوّلها بالتالي إلى ظاهرة اجتماعية، مشيراً إلى أنَّ هذه التصرفات تدل على عدم احترام الطالب للمادة، مؤكِّداً على أنَّ نشر بعض المعلمين لهذه التجاوزات ساعد بشكل كبير في ابتعاد بعض الطلاب عن المدارس ونقص مستوى استيعابهم وحبهم للتعليم. وأضاف أنَّ انتشار هذا النوع من الإجابات يزداد لدى طلاب «المنازل» أو الانتساب أو من لا يملك أيّ معلومة في المادة التي يُختبر فيها، لافتاً إلى أنَّ على المعلم في هذه الحالة أن يتعامل مع هذه الإجابة كإجابة خاطئة دون تصويرها ونقلها لمواقع التواصل الاجتماعي تفادياً لانتشارها اجتماعياً. متأخرين دراسياً وبيَّن «محمد آدم» –معلم في المرحلة المتوسطة- أنَّ كتابة بعض الطلاب إجابات خارج النص يختلف تأويلها والحكم عليها من شخص لآخر، موضحاً أنَّ ما قد يكون مرفوضاً لدى البعض مقبول لدى آخرين، والعكس صحيح. وشاركه الرأي «ممدوح السليماني» –معلم في المرحلة المتوسطة-، لافتاً إلى أنَّ هذا الفعل يصدر بشكل كبير من قبل الطلاب المتأخرين دراسياً، مؤكداً على أنَّ هذه التجاوزات لم تصل لحد الظاهرة أبدأ، موضحاً أنَّ علاجها يكون عبر تجاهلها بشكلٍ كبير.