يشهد الإنفاق العالمي على الدعاية والإعلان نموًا مستمرًا، حيث سيزداد هذا العام بنسبة 5.5% ليصل إلى 537 مليار دولار أمريكي. ويُنفق على الدعاية الرقمية والدعاية عبر الإنترنت ما يقارب ربع هذا المبلغ الضخم. ويتوازى نمو قطاع الدعاية والإعلان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقريبًا، مع النمو العالمي. فقد وصل الإنفاق على الدعاية عبر الإنترنت في المنطقة إلى 300 مليون دولار. ويكبر هذا الرقم باستمرار، وبنسبة تبلغ 37% سنويًا، ما يعني وصول الإنفاق إلى مليار دولار بحلول عام 2017. ويقول توم رويتشدهوري، مدير عام الابتكارات في "شبكة اتصالات الشرق الأوسط" MCN: "إن قطاع الدعاية الرقمية هو القطاع الأسرع نموًا في المنطقة، وليس ذلك مستغربًا؛ فغالبية السكان دون سن الخامسة والعشرين، وهم الذين يمضون جزءًا كبيرًا من وقتهم على الإنترنت، ما يجعل الدعاية الرقمية القناة الحقيقية الوحيدة للعلامات التجارية الراغبة في الوصول إلى جمهورها المستهدف في المنطقة. وتأتي دول الخليج في المقدمة، حيث تشغل الإمارات والمملكة وقطر المراتب الأولى في سوق الدعاية الرقمية". ويتزايد الإنفاق العالمي على الإعلان عبر الأجهزة النقالة بشكل ملحوظ، فقد نما بنسبة 105% عام 2013 ومن المتوقع أن يصل إلى 31.5 مليار دولار على الصعيد العالمي. وينعكس ذلك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أيضًا؛ حيث يُتوقع أن يزداد حجم الدعاية على الأجهزة النقالة في هذه المنطقة بنسبة 58% ليصل إلى 85 مليون دولار هذا العام (مقارنةً بخمسين مليون دولار في العام الماضي). ويقول ظافر يونس، المؤسس المساهم في The Online Porject: "إن نسبة استخدام الهواتف الذكية وعدد الساعات التي يمضيها المستخدمون على الإنترنت، في العالم العربي عمومًا ومنطقة الخليج خصوصًا، من أعلى النسب في العالم. وما زالت وسائل الإعلام التقليدية في هذه البلاد تخضع لرقابة وسيطرة الحكومات بشكل كبير. لذا، أتوقع أن تتحول منطقتنا بسرعة إلى الإعلام الرقمي. لقد قام المستهلكون بالفعل بهذا التحول، وسيتبعهم المُعلِنون قريبًا". ويؤدي الاهتمام المتزايد بالدعاية الرقمية وعلى الأجهزة النقالة إلى تغير كبير في طريقة عمل وكالات الإعلان، التي يقوم العديد منها بإعادة هيكلة بنيتها التنظيمية لضمّ الإمكانيات الرقمية تلبيةً لاحتياجات عملائهم في التسويق الرقمي. ويضع مديرو الابتكارات، مثل رويتشدهوري ويوسف طوقان من ليو بيرنت، نصب أعينهم قيادة هذا التحول؛ إذ يقول طوقان: "لقد رأينا تطورًا ثابتًا للاتصالات والمحتوى من الصيغ التماثلية إلى نظيرتها الرقمية، ومن الصيغ الرقمية إلى الأجهزة النقالة وشبكات التواصل الاجتماعي، ولا بد لأي مؤسسة ناجحة تعمل في مجال الاتصالات، سواء كانت في منطقة الخليج أو في أي مكان من العالم، من أن تتأقلم مع هذا النموذج الجديد". تجدر الإشارة إلى أن قطاع الدعاية الرقمية والدعاية عبر الإنترنت سيكون موضوعًا محوريًا من المواضيع التي ستُناقش بعمق في قمة عرب نت الرقمية القادمة، والتي تنعقد بين يومي 3 و5 يونيو في دبي، ويتضمن هذا المؤتمر فعالية "أكاديمية الدعاية والتكنولوجيا"، ويومًا كاملًا من ورشات العمل حول الدعاية الرقمية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الأجهزة النقالة وبالفيديو. ويحضر قمة عرب نت أكثر من ألف مسؤول تنفيذي ومستثمر ورائد أعمال وإعلامي من مختلف أرجاء العالم. وسيجتمع أكثر 130 متحدثًا خلال هذه المناسبة لمناقشة آخر الفرص الرقمية المُتاحة التي تشكل القطاع الرقمي العربي.