نبهت دراسة أمريكية أجريت في مركز أبحاث كلية الطب بجامعة "بنسلفينيا" ان الفتيات في سن المراهقة يكنّ أكثر عرضة من الفتيان بشكل عام للإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق الزائدة نظراً لزيادة تدفقات الدم إلى أدمغتهن في مثل هذه الفترة الحرجة من نموهن مقارنة بالأولاد الذين لا يظهر عندهم تغيرات جذرية في مستويات تدفق الدم إلى الدماغ. وبينت الدراسة أن السبب الرئيسي في حدوث ذلك هو التغييرات التي يحدثها زيادة إفراز هرمون "الاستروجين" المسؤول عن التغييرات والتميز الجنسي في مرحلة الانتقال عند الفتيات من الطفولة إلى الأنوثة مما يتطلب كميات مضاعفة من وصول الدم إلى الدماغ. ويكون وصول هذه الكميات التي يعتبرها الدماغ في بداية تلك المرحلة من النمو زائدة إلى مناطق معينة منه خاصة بالتحكم بالوظائف المعرفية المنظمة للتفاعلات الاجتماعية من العواطف والإحساس ومثلها من الأمور وهو ما يجعل التقلبات المزاجية خلال تلك المرحلة العمرية سريعة وغريبة وغير منتظمة الوتيرة. ويفسر علماء النفس سبب بداية تلك المشكلة في فترة المراهقة بالذات لكونها من أهم مراحل النمو الانتقالية في حياة الإنسان ويترتب عليها تغيرات بدنية ونفسية كبرى وجذرية ويتبع ذلك بعض التقلبات والآثار العرضية التي قد تظهر لفترة زمنية محددة أو تستمر عند عدم التعامل معها بشكل صحيح إلى مراحل لاحقة متقدمة في العمر وهو ما يفسر بشكل عام كون ظهور حالات الاكتئاب والقلق المفرط عند الفتيات في هذه السن واستمراره في حالات كثيرة إلى عمر يتعدى مرحلة المراهقة والشباب ويؤدي في بعض الأوضاع المتطرفة إلى عواقب سيئة جداً منها حالات نفسية مضطربة والمعاناة من انفصام الشخصية المتقدم.