لنقف على بعض الحقائق التي تخص مجتمعنا: 65 بالمائة من أفراد مجتمعنا تحت (25 عاما)، هؤلاء الشباب والشابات جزء كبير من حياتهم اليومية يستهلكونه في الاهتمام والمتابعة للرياضة السعودية، في ظل فورة الإعلام وتعدد وسائله وقنواته يكون هناك جو من التنافس بين هذه القنوات على السبق واجتذاب المتابعين الذين يجلبون معهم الرعاة والإعلانات التجارية، ويكون ثمن التفوق والريادة في هذا الميدان التنافسي هو صناعة الإثارة بافتعال للقضايا والمحصلة النهائية هي ضياع رياضة الوطن وفقد للقيم والأهداف التي تصنعها تلك الرياضة الشعبية لتعزيز الهوية الوطنية بوسائل عدة أهمها تشجيع المنتخب. يؤثر ذلك الميدان التنافسي لتلك القنوات الرياضية التجارية في إذابة تشجيع المنتخب في نفوس الشباب بطرق مباشرة أو غير مباشرة مثل التعصب الرياضي لبعض منسوبي تلك القنوات فيظهر جلياً للمتابع لون قبعة النادي التي يعتمرها ذلك المتعصب الفضائي الذي يفرز اسقاطاته وعباراته السلبية تجاه نادي خصم أو أندية عدة ويلمّع تلك العبارات ببريق الكلمات الرنانة والشعارات التي تجتذب أفئدة المتابعين الشباب وتكون محور أحاديثهم في مجالسهم، مما يخرجهم عن جو المباراة التي لعبت في الملعب العشبي لمدة 90 دقيقة. نحن هنا امام مشكلة حقيقية، من يقود الرأي العام الشبابي هم ثلة متعصبون، ويمارسون أدوار سلبية تقوم بزيادة التعصب الرياضي في مقابل إضعاف قيمة التنافس الذي ينتهي بنهاية المباراة، ولأن هؤلاء الإعلاميين متعصبون فبكل تأكيد ستطغى ميولهم تجاه ناديهم على حساب المنتخب، و سيقدم مصلحة ناديه على مصلحة المنتخب. التأجيج: وذلك عندما تصبح مهمة القناة الرياضية التجارية تأجيج الأحداث وتكبيرها والارتفاع بها لأعلى مستوى في الضخامة ويتم تداولها ودحرجتها يمنة ويسرة لأغراض تسويقية تجارية بحتة تخص مداخيل القناة، مع التغاضي عن البعد السلبي لذلك التأجيج والتأثير على متابعي الرياضة من الشباب بإشغالهم بقضايا تافهة وصغيرة، النقد غير البناء: وذلك ما تمارسه بعض القنوات في اجندتها لاجتذاب اكبر قدر ممكن من المتابعين عن طريق فرد العضلات الإعلامية والشعور الوهمي بارتفاع سقف الحرية والشفافية، وتكون مهمة القناة استقطاب محللين وناقدين معينين لأغراض محددة، أبرزها نقد الأحداث والأشخاص والمنشآت وكل ما يكون في نطاق الرياضة السعودية، مما يضعف لدى الشباب الرياضي المتابع قيمة المكتسبات الوطنية والمنجزات التي تقف عليها الرياضة السعودية. * المقارنات الرياضية دائما ما تستخدم تلك القنوات مقارنات ظالمة على سبيل التهكم والسخرية بين المنتخب الوطني وبين المنتخبات الدولية الأخرى بتسطيح عجيب غريب من بدون معايير منطقية يتم الاعتماد عليها في المقارنات، وتلتمس الأعذار لناديهم المفضل عند مقارنته بفريق عالمي وتفرد للمعايير الفنية والاقتصادية الكثير من المساحة في مقارنات الأندية، فلو خسر المنتخب الوطني من منتخب عالمي فتلك كارثة عظيمة وإن خسر النادي بالنتيجة ذاتها من فريق عالمي فيعد ذلك الأمر طبيعياً نتيجة للفوارق الاقتصادية والفنية. تحرص اغلب الدول على تعزيز هويتها الوطنية وقيمها الثقافية من خلال غرس حب الوطن عن طريق انصهار الانتماءات للأندية في مقابل تشجيع المنتخب الوطني، فمن الصغر يتربى الشاب على حب الوطن وأن له الاولوية في التفضيل والتشجيع وأن جزءاً من شخصيته وهويته وثقافته مرتبطة بذلك المنتخب الوطني الذي سيمثلك في المحافل الدولية والاقليمية، كم أتمنى من أصحاب القنوات الرياضية التجارية الذين نمو وتربو وربت تجارتهم في هذا البلد المعطاء أن يستشعروا مسؤوليتهم الوطنية تجاه تعزيز الهوية الوطنية لشباب وشابات الوطن عن طريق برامج نوعية توعوية ايجابية تزرع المواطنة الايجابية والتنافس الشريف وتقديم حب المنتخب الوطني على الأندية.