ليس هناك أشد ألماً على النفس من خبر وفاة صديق أو عزيز عليك خاصة إذا كان هذا الشخص صديقاً وفياً لوالدك بل كان أخاً له وفياً لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من حياته... إن أكثر مرارات الفقد تجليا وفداحة هو الموت نهاية النهايات وغاية الغايات وهادم اللذات ولا نقول إلا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه الحمد لله على قدره فهو الذي اعطى وهو الذي أخذ ... حكم المنية في البرية جاري **** ما هذه الدنيا بدار قرار رحل عن هذه الدنيا الفانية الرجل الكريم المحبوب حمد بن ناصر الناصر أبو محمد عليه رحمة الله أحد رجالات بلدة عشيرة سدير ورمز من رموز المنيعات بعشيرة سدير عرف بكرمه وطيبته وحبه لبلدته وأهلها لم يدّخر وسعاً في السعي في مصالحها كما هم رجال عشيرة فقد ذكّرنا بوالده ناصر محمد الناصر وصديقه وأخيه نوفل بن عبدالله الربيعة رحمهم الله جميعاً وغيرهم من أبناء هذه البلدة الطيبة في نخوتهم لديرتهم وأهلها وحبهم لرؤيتها وهي تسابق الزمن مدينة حضارية وهو ما نراه اليوم يتحقق ... توفي حمد الناصر بعد معاناة طويلة مع المرض ولكن ذكره سيظل محفوراً في ذاكرة الزمن لقد زرع في أبنائه وفي محبيه خصال حميدة كالفزعة للآخرين والسعي في مصالحهم والمسابقة في فعل الخير كيف لا وهو من أسرة جبلت على ذلك ... منذ كنت صبياً مع والدي عرفت حمد الناصر ابا محمد شهماً كريماً حسن المعشر كان دائم الابتسامة فيه خصال الخير ذا جود وكرم لا يتأخر في تقديم يد العون للآخرين مساهماً بجاهه في كل ما ينفع الناس... رحل عن الدنيا وترك أبناء صالحين نحسبهم كذلك والله حسيبهم هم المقدم محمد والأستاذ عادل والنقيب مساعد ليخلد اسمه بهم ويكونوا خير خلف لخير سلف غفر الله له وتجاوز عنه، وتغمده بواسع رحمته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان... ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون .... نعزي أنفسنا وأبناء المرحوم واخويه الأستاذ عبدالعزيز الناصر والأستاذ عبدالله الناصر وجميع أسرة الناصر الكرام... يا رب خُذ منا دعاءً مخلصاً *** يا من يُجيب فلا يخيب دعاءُ ندعوك وسِّع قبره وأغسله با *** لبرد الذي غُسلت به الشهداءُ وارحمه يا رحمن واجعل قبره *** روضاً فإن العفو منك عزاءُ