ابدأ كلامي بمثل مشهور يقول (ومن الحب ما قتل) نحب سامي الجابر النجم الكبير ونتمنى أن يستمر نجما يشار له بالبنان، وكما قيل في القاعدة الشرعية (من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه)، إدارة الهلال وجماهيرها عوقبوا بحرمان رؤية الحلم الذي كان سيكون حقيقة لو ما استعجلنا الأمر، الحلم الذي كنا نريد أن يأتي "اسطورة الهلال" مدرب يحقق مع "الزعيم الملكي" كل البطولات، ولكن لأن الطموح اكبر من الإمكانيات صار الواقع الذي نعيشه، أقيل الجابر والسبب بسيط جدا أن طموحات ناديه كبيرة جدا ولا يزال أمام "الكوتش" مراحل كثيرة ليخوض فيها تجاربه وينمي خبراته. ما دعاني لأكتب عن هذا الموضوع أمر عاطفي بحت وهو النظر لموضوع إقالته بنظرة عاطفية بحتة وكأنها إهانة لنجوميته ونكران لما قدمه للهلال لاعبا وإداريا ومع احترامي لأصحاب هذه النظرة، اقول لهم انتم بعيدون جدا عن مفهوم الاحتراف الذي تقوم لغته على أسس واضحة وهو ان كل القرارات تبنى على من يخدم الفريق ويحقق له طموحاته بغض النظر عن الأسماء، وهناك أمثلة كثيرة جداً عن إقالة اندية لنجوم اسندت لها مهمة التدريب، وسنذكر مثالا ما واجهه لاعب ميلان سابقا ومدربهم في الأشهر الماضية سيدروف أشد مرارة وأشد قسوة لم ارَ لاعباً كان يركض ويلعب بجد مع الميلان مثله ولا احد ينكر مدى مساهمته معه في تحقيق البطولات وتأثره بعد رحيله، وعندما احتاجه مدربا ترك اللعب مع الفريق الذي كان يقضي فيه اخر موسمه الكروي، فاستلم فريقا متهالكا لا يمكن اصلاحه بين يوم وليلة وحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه ولم تمض سوى اشهر قليلة حتى تم إعفاؤه واسناد المهمة لانزاغي، ومع ذلك لم تكون هناك ضجة إعلامية لأن العمل هناك قائم على الاحتراف. ربما يتخذ إدارة النادي قرارا خاطئاً في اسناد المهمة لمدرب معين ولكن ليس الخطأ أن يتم تصويب القرار الخاطئ، وقرار إقالة سامي من ضمن تلك القرارات على الرغم ان الكل توقع ان ينجح سامي مع الهلال كما نجح غوارديولا مع برشلونة ولكن هذا الأمر لم يتحقق لنقص الخبرة التدريبية لديه، ولازلت اتمنى أن يسند للجابر تدريب المراحل السنية الناشئة في الهلال بسبب بسيط لأنه معروف بالانضباطية وهذا ما يحتاجه اللاعبون الناشئون. في الختام سيبقى سامي النجم الأول الذي استطاع أن يثبت نفسه في أرض الملعب ولما انتهى مشواره بالمستطيل الأخضر استطاع اثبات نفسه محللا رياضيا وإداريا محترفا وأنا متأكد أنه سيثبت قدرته على الوصول إلى النجومية في عالم التدريب ونتمنى أن نراه مدربا للمنتخب الأخضر.