شكّل اكتشاف واستخدام جهاز التنفس المساعد الذي يدفع الهواء تحت ضغط موجب لعلاج حالات توقف التنفس الناتج عن انسداد مجرى الهواء العلوي أثناء النوم عام 1981 نقلة نوعية مهمة في تاريخ وتطور طب النوم. ويعود ذلك الاكتشاف للطبيب الأسترالي سوليفان في بداية الثمانينيات الميلادية. وقد كان الجهاز الذي استخدمه د. سوليفان في البداية عبارة عن جهاز بدائي يستخدم دينمو لدفع الهواء ثبت بأنبوب بلاستيكي (لي) وثبت طرفه الآخر بقناع على أنف المريض أثناء نومه. وقد أظهرت هذه الطريقة نجاحًا كبيرًا. وبعد ذلك تطور الجهاز كثيرًا. * ما آلية عمل جهاز التنفس المساعد في حالات توقف التنفس والشخير؟ - المشكلة عند المصابين بالشخير وتوقف التنفس أن مجرى الهواء العلوي يضيق وينسد بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعّال، الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم ويسبب أعراض توقف التنفس الأخرى. يعمل ضغط الهواء الموجب كدعامة تمنع انسداد مجرى الهواء وتبقيه مفتوحًا خلال النوم. * كيف يتم وصف جهاز التنفس المساعد للمرضى المصابين بتوقف التنفس؟ - لابد من تشخيص المرض في البداية تشخيصًا دقيقًا، وهذا يحتاج إلى إجراء دراسة (تخطيط) للنوم وخلال الدراسة إذا كان لدى المريض توقف في التنفس ناتج عن انسداد مجرى الهواء فإنه يتم تركيب الجهاز بواسطة الفني. وتتلخص طريقة العلاج في أنه يتم تثبيت قناع صغير على وجه المريض يغطي منطقة الأنف أو الأنف والفم كما في الصورة، هذا القناع موصول بجهاز ضخ الهواء تحت ضغط موجب. ويقوم الفني خلال دراسة النوم بمعايرة ضغط الهواء من خلال الحاسوب، ويستخدم الحد الأدنى للضغط الذي يكفل منع انسداد مجرى الهواء واختفاء توقف التنفس والشخير. * هل يجب على كل المصابين بتوقف التنفس استخدام جهاز التنفس المساعد؟ - يعتبر ضغط الهواء الموجب العلاج الأساسي والأكثر فاعلية لانقطاع التنفس أثناء النوم، ولكنْ هناك طرق أخرى للعلاج كالتدخلات الجراحية، وعادة ما يناقش الطبيب مع المريض كافة الطرق العلاجية المتوافرة. * ما الأوقات التي يجب فيها استخدام الجهاز؟ - يجب على المريض أن يستخدم الجهاز في كل مرة يخلد إلى النوم حتى خلال الغفوات. وعندما يعتاد المريض على الجهاز فإنه يحب استخدامه لأنه يلاحظ الفرق الملحوظ في نشاطه وصحته العامة. والجهاز صغير وخفيف الوزن (1.5كلغ) كما أنه غير مزعج ومعظم المرضى يعتادونه بعد فترة بسيطة. ومن الجيد هنا أن أذكر بعض تجارب المرضى: فقد وصف أحد المرضى نفسه بعد استخدام الجهاز وكأنه أجرى عملية زراعة مخ لما لاحظه من زيادة في التركيز والذاكرة وغيرها، ووصف أحدهم الجهاز بأنه جهاز سحري بدّل حياته تمامًا. وأذكر قصة ذلك المريض الذي بكى في الصباح بعدما تمت معايرة الجهاز له في مركز اضطرابات النوم وعندما سألته عن السبب، أخبرني أنه بكى على السنوات التي ضاعت من عمره وهو يعاني المرض دون أن يدرك أن هناك علاجًا فعّالا لمشكلته، وقصص المرضى مع الجهاز كثيرة جدًا. * ما الوسائل التي تساعد المرضى على التعود على الجهاز؟ - الخطوات التي ينصح باتباعها لمساعدة مستخدمي جهاز التنفس المساعد (CPAP) على التأقلم على الجهاز: استخدم الجهاز وأنت مستيقظ لمدة ساعة يوميًا، وتمرن على التنفس خلال القناع. استخدم الجهاز خلال قيلولتك في منتصف النهار، فعادة ما يكون التأقلم خلال هذا الوقت أفضل منه بالليل. استخدم الجهاز خلال الساعات الثلاث الأولى من النوم بالليل. استخدم الجهاز لساعات أكثر بالليل حتى تتمكن من استخدامه طوال الليل. عندما تستطيع القيام بأي خطوة دون أية مضايقات تقدم إلى الخطوة التي تليها، وننصح عادة بالتقدم للخطوة التالية بعد 5 أيام. * ما أنواع أجهزة ضخ الهواء؟ - هناك نوعان أساسيان:جهاز التنفس المساعد (CPAP) وجهاز ضخ الهواء الموجب ثنائي الضغط (BiPAP). وبالنسبة إلى جهاز ضخ الهواء الموجب المتواصل (CPAP) فإن هناك نوعين: جهاز الضغط الثابت والجهاز ذاتي المعايرة. ويحدد الطبيب المختص نوع الجهاز الذي يحتاج إليه المريض. وللمرضى الذين يريدون الاستزادة من المعلومات حول جهاز التنفس المساعد يمكنهم الرجوع إلى دليل المعالج السريري لكيفية الالتزام بجهاز التنفس المساعد على الرابط http://www.alnoum.com/sleep_articles/pap_adherence_ar.pdf