انتظر الشارع الرياضي والمهتمون بالشأن الهلالي تحديداً اجتماع أعضاء الشرف المؤثرين مع الإدارة وما سيخرج به هذا الاجتماع من نتائج وقرارات تهم البيت الأزرق وانتظر الجميع حتى وقت متأخر من ليلة ذلك الاجتماع الذي عقد عشية الاثنين الماضي وكان رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد قد صرح بعد مباراة بونيودكور الأوزبكي والتأهل إلى دور الثمانية من البطولة الآسيوية بأنه سيعقد اجتماع شرفي ومناقشة بعض المواضيع الهامة ومن بينها عقد الرعاية وتقييم عمل الجهاز الفني بقيادة سامي الجابر، وهل هناك إمكانية لبقائه من عدمها والأمر يعود لأعضاء الشرف بالاتفاق مع الإدارة بالرغم من أنهم مرتبطون بعقد معه لمدة موسمين مع أفضلية تمديد لموسم ثالث؟، هنا أقف متسائلاً هل طرح مثل هذا الكلام أمام الإعلام موفق أم لا؟ وما مدى تأثيره على عمل الجابر في الموسم المقبل؟ وهل سيترك انطباعاً سلبياً على عمله في حال تم الإبقاء عليه؟. باعتقادي الشخصي ومن وجهة نظري المتواضعة بأن الطرح الإعلامي لمثل هذا الموضوع لم يكن موفقاً إلا في حالة واحدة وهي جس نبض الجمهور الهلالي حول ذلك، ما وصل له سامي في سنة أولى تدريب يعتبر بلغة الأرقام ناجحاً فقد نافس على الدوري حتى آخر جولتين وبفارق نقطتين فقط عن البطل حيت تفرد بالمنافسة على اللقب حتى الرمق الأخير وقبل انتهاء الدوري وحسمه لعب نهائي كأس ولي العهد وخرج بالوصافة وتأهل من المجموعة الحديدية في البطولة الآسيوية متصدراً لتلك المجموعة، ووصل لدور الثمانية بكل جدارة. نعم كانت هناك أخطاء وبعض التخبطات وعدم رضا لجميع المهتمين بالشأن الهلالي، ولكن كل ذلك حدث في سنة أولى تدريب على الرغم من أني لم أكن مؤيداً لفكرة التعاقد مع الجابر في تلك الفترة ولكن بعد أن غامرت الإدارة الهلالية وتعاقدت معه وهو ليست لديه خبرة تدريبية تشفع له فلماذا تعيد النظر في تجربته الفنية التي بدأت تتحسن وتتطور تدريجياً وما شاهدناه في المباريات الأخيرة من تطور بالفريق والأخطاء التي تلافاها بشكل ملحوظ مؤخراً ومع ذلك يوجد بعض الأخطاء التقديرية أو أخطاء لاعبين ليس للجهاز الفني علاقة بها، فآخر خمس مباريات خرج منها الفريق بشباك نظيفة بعد الانضباط الدفاعي بعودة المحترف الكوري كواك وتألق الحارس عبدالله السديري، ولو عدنا بالذاكرة قليلاً نلاحظ بأن أغلب المباريات التي لعبها الهلال كان فائزاً أو متعادلاً لابد من ولوج مرماه بهدف أو أكثر ولكن بعد الاستقرار الفني هل سيتم التغيير والتخبط من جديد والبحث عن مدرب لا يعرف الفريق ولا إمكانات اللاعبين والفريق مقبل على منعطف مهم وخطير في المعترك الآسيوي ولا يوجد مجال للتعويض أو التفريط بأي نقطة كانت سواءً كانت على أرض الهلال أو الفريق المنافس وتحقيق اللقب الذي طال انتظاره من الهلاليين لأكثر من عشرة أعوام، فالتغني بالماضي لا يغني ولا يسمن من جوع فنحن أبناء اليوم والمنافسة على البطولة الآسيوية لا ترحم فلو استطاع الهلال تحقيق اللقب سيتأهل لبطولة أندية العالم التي تسجل له المشاركة الثانية رسمياً ولكنها الأولى التي سيلعب بها بعد توفيق الله له. يا إدارة الهلال يحسب لكم بأنكم تبحثون العودة للتصحيح وتلافي الأخطاء وتوحيد صف ناديكم ومقاربة وجهات النظر التي سبب الانقسام حولها التعاقد مع الجابر مدرباً للفريق فلو كان البحث عنها في وقت سابق لما حدث هذا الانقسام الشرفي وحتى بين الجماهير الهلالية فلا احد يرغب بالعودة لنقطة الصفر والبدء من جديد حول الوضع الفني للفريق الموسم المقبل. ولكن ما حدث هو اندهاش الجميع بعد انتهاء الاجتماع الشرفي مباشرة بخروجه ببيان باهت غير واضح المعالم ولم تتضح الهوية الحقيقية لما كان يأمله الشارع الرياضي والمهتمون بالشأن الهلالي على وجه الخصوص، ربما كانت هناك أمور ونقاط دقيقة مفصلة تهم الإدارة ومسيري النادي ولكن ما يهم الجمهور الهلالي ما هو ظاهر الأمور كاستقرار الجهاز الفني والاستقطابات المحلية أو الأجنبية التي سيدعم الفريق بها، عودوا كما كان أسلافكم بتوحيد الصف وتقريب وجهات النظر وعدم خروج خبايا البيت للسطح دعوها داخل أسوار النادي وزيدوا من ارتفاع أسواركم حتى لا تفرحوا المتربصين بكم فالكيان اسم لا يقبل القسمة على اثنين.