في ظل التذمر الحاصل من قبل أولياء الأمور من الطريقة المتبعة من حيث توصيل المادة للطالب من جهة ومن ترسيخ مفاهيم الوعي من جهة أخرى.. لن نكابر ونزاحم أنفسنا بمعطيات نعيش بجوها المفعم بالحقائق بحراك يومي، فالقناعة مطلب والمكابرة لها نهاية، نعيش بالعولمة وهي طرقت الأبواب منذ عقد مضى، وليس لنا سجال مع النفس فهي تظل أمارة بالسوء إلا من رحم ربي! الحياة تتغير، بل العالم يتقدم بالتغيرات الموجودة من العلوم والتقدم التكنولوجي والاتصالات، الكثير منا يعاتب ما نحن عليه الآن، ولكن ماذا قدم الآباء.. أو بمعنى آخر ما هي الاستعدادات لمواجهة العولمة بفكر واعٍ؟ العائلة راسية وتختلف البيئات بين بيئة وأخرى، فالتمشي مع التيار يأتي وفق ما يراه التكوين الأسري، فهناك أسرة مترفة وهناك أسر متوسطة الحال، وهناك أسر فقيرة.. تختلف تلك الأسر بكيفية العيش وتجتمع بأجواء من تقنية ومعلومات، وربان الأسرة يختلف عن الآخر بالتربية والحوارات، فالأطفال على سبيل المثال ينعمون بأكثر من قناة مخصصة للأطفال ومنهمكون بالنظر إلى تلك القنوات، ويمضون ساعات طوالا في الرسوم المتحركة ويتفاعلون مع الدراما لتلك الرسوم، غير الأجهزة التقنية المصاحبة معهم بشبه يومي.. المدرسة تُعطي أولوية للتربية للأطفال.. والتعليم له دور أساس وسبب رئيس لمواصلة التحفيز بالآداب للأبناء، فالوقت اختلف قبل اعوام مضت وبين الوقت الحالي، في الماضي الخروج من المدرسة ولعب الكرة والنوم.. والآن اختلف الوضع كثيراً.. فالمعلم يُعاني من الذكاء للأطفال في المدارس، ليست معاناة بعدم توصيل المعاناة، بل الذكاء الموجود بحوزة الطفل، وهو موروث توارثه الأبناء من البيئة بالوقت الحالي في ظل الدعم الفكري من التقنيات وغيرها! الأسباب تتعدى وتبقى الممارسة الحقيقية للأبناء في داخل البيئة، الأطفال في الوقت الحالي يُشكِّلون ضغوطاً تربوية للآباء، ونعتقد أن الآباء يدركون ذلك لأن الجيل الحالي والقادم هم الفريسة الحقيقية للعولمة وآثارها، والمترحم على أبناء سوف يعاني.. ولكن أين الحصانة الذاتية؟ الحصانة مطلب، وهي تتمحور حول التصدي بالمغريات والغزو القادم، بترسيخ قواعد الشريعة وإعطاء الأبناء دروساً بالتفوه معهم بتقنية التفكير وما ينبلج من تلك الأفكار القادمة والضحية أنتم أيها الأبناء، المعلم له دور رئيس والمعلمة لها دور رئيس، الأب عيناه منصبتان كثيراً للابن مع إعطاء الصلاحية الكاملة للأم للنظر في المسائل التي تهم الفتاة فهي أدرى بذلك.لا نستغرب أن نرى طفلاً يتفوه بطلاقة ومعرفة بما يدور في ساحة المجتمع، فهناك أسس بُني عليها الطفل من ذاته، وهي توفير القنوات أمام عينيه بدون رقيب من الأب، توفير ما يريد من التقنيات من الألعاب الإلكترونية، والإنترنت له دور كبير في تغيير سلوكيات الأبناء.. ومع ذلك الآباء لا يكترثون لتلك المسائل بوجود الخدمة المتوفرة من الشركات المختصة التي تخدم الكثير من شرائح المجتمع وهي (تحديد وتقنين البرامج والمواقع)، إذاً أصبحت المسألة تربوية تقنية ولكن من يعي؟ حتى أسماء اللاعبين موجودة في مخيلة الطفل، وهذا ما يستغربه الكثير من المعلمين ويتساءلون بتذمر: لماذا لا يعرف الطفل أسماء الصحابة ويعرف الكثير من اللاعبين؟.. ويؤسفنا أن هؤلاء اللاعبين هم من الدول الغربية!! هنا تكمن الثقافة المفيدة، نحن لا نبالي أن نرى الطفل يداعب الكرة أو متمرساً في ممارسة الألعاب الإلكترونية، فهي تغذية ونشاط، ولكن عندما تكون تلك الأجهزة مصاحبة لمخيلته وتفكيره.. والنتيجة ضرر للجسد وانعكاس للثقافة النفسية وتأثر الطفل بها.. نحن ينقصنا الكثير من توصيل الثقافة المفيدة المُرضية للأبناء، فهم في ذمتنا.. ونحن مسؤولون أمام الله في تربيتهم، سوف نعاني ولا نخفيكم ولكن المجاهدة لعمل شيء مفيد هي مطلب وقائم على توثيق الحصانة وإعطاء دروس للأبناء بترسيخ قواعد التربية ولا يُلام المرء بعد اجتهاده. التأسيس والحوار مطلب.. والله من وراء القصد.