دعمت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" بمنطقة القصيم أكثر من 255 أسرة و 3413 نزيلا في سجون المنطقة بما يزيد عن 3.590.000 ريال، في إطار البرامج الإنسانية التي تنظمها للسجناء لمساعدتهم على العودة للطريق الصالح، وذلك بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الرئيس الفخري للجنة. وجاء ذلك في التقرير السنوي الذي أصدرته اللجنة مؤخراً متناولاً أهم الإنجازات التي حققتها اللجنة خلال عام، وفي مقدمتها الدعم المادي والعيني لأسر السجناء إضافة إلى توفير 20 مصحفاً إلكترونياً بعدة لغات داخل السجون، وفرش المصليات مع الممرات، وتفطير الصائمين بمبلغ 35.000 ريال، وتأمين المكيفات وبرادات مياه للعنابر، وإفطار النزلاء، ومشاركتهم مع أسرهم فرحة العيد. وأبرز التقرير باقة البرامج التي تقدمها اللجنة للسجناء وأسرهم منها: برنامج المساعدات المالية الشهرية لأسر السجناء الفقيرة لمساعدتها على تحمل أعباء المعيشة أثناء فترة إيقاف ولي أمرها من خلال تأمين مصدر دخل ثابت للأسرة وتأمين الأمن النفسي للسجين والحياة الكريمة لأسرته، مع تقدير أحقية الأسرة بالمساعدة بالنظر والتحري في مواردها المالية الأخرى مثل: الضمان الاجتماعي، والجمعيات الخيرية الأخرى. وخصصت اللجنة لأسر السجناء برنامجاً لتسديد إيجار المنازل أو جزء منه، يهدف الحفاظ على ترابط وتماسك أسرة السجين والتخفيف عنهم في مصابهم، علاوة على دعم برامج الإصلاح في السجون من خلال طمأنة السجين على أوضاع أسرته وأمور حياتهم إلى جانب دعمهم ببرنامج "تفريج كربة" لتقديم المساعدات المالية لمن أوقفوا بسبب عجزهم عن تسديد ديونهم لظروف قاهرة. وتقدم دورات تدريبية لنزلاء الإصلاحيات لتزويدهم بالمعارف اللازمة التي تساعد على تعديل سلوكياتهم والمهارات التي تؤهلهم للدخول إلى سوق العمل، وتأهيلهم نفسياً واجتماعياً، وتوفير العمل لأسرهم، ودعمهم عن طريق توفير التعليم المستمر لهم وتشجيع المتفوقين منهم في التعليم العام داخل السجن، ودعم البرامج التوعوية للسجناء التي تضمن عدم انتكاسته والعودة إلى الجريمة بعد الإفراج عنه، واعتماده على نفسه وعدم الحاجة للآخرين. وللجنة برنامج توظيف يهدف إلى إيجاد فرص وظيفية للمفرج عنهم لتسهيل رعايتهم لأسرهم، وتقويم سلوكهم من خلال شغل أوقات فراغهم بما يعود بالنفع عليهم. وأبان التقرير أن لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" أنشأت قسماً نسائياً، ليقوم بكل ما يخص أمور المرأة والتواصل المباشر مع زوجة السجين وأبنائه وإشراكهم في الرأي حيال وضعهم للعمل على تلافي سلبيات غياب عائلهم من الناحية التربوية أو المادية، إلى جانب الزيارة الميدانية لأسرة السجين في منزلهم أو قيام الزوجة بالحضور لمقر اللجنة، وعمل البحوث الاجتماعية على أسر السجناء لاتخاذ اللازم حيال تحديد نوعية الدعم والمساندة، وإقامة الدورات التدريبية لهم بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات المتخصصة. وتقدم اللجنة ضمن برنامج المسارات التأهيلية عدة دورات لأسر السجناء المنتجة في مجال الحاسب الآلي وغيرها من المعارف المفيدة، كما تتابع دراسة الأبناء والبنات وتسعى في توظيف الراشدين منهم. وأفاد التقرير أنه تم إنشاء برنامج للاستثمار من أجل إيجاد منافذ مالية للسجناء وأسرهم ونجح بوضع البذرة الأولى في هذا المجال من خلال (بناية الوقف الاستثماري)، ودعم المفرج عنهم ليعودوا أعضاء صالحين في المجتمع. ونظمت اللجنة مؤخرًا برنامج "نور" داخل السجن العام ببريدة، لتوعية وإرشاد وتدريب نزلاء السجون ورفع مستوى وعيهم الثقافي، ومعالجة بعض الظواهر الاجتماعية والانحرافات السلوكية مثل (المخدرات - التدخين - السرقة - العدوانية) وإعلاء الوازع الديني وتعميق جانب الحس الوطني وترسيخ مفهوم المواطنة الحقة في نفوس الشباب منهم، ونشر الوعي الأمني والصحي.