قبل الحديث عن ضغط الدم وما هو؟ علينا معرفة كيف يعمل القلب؟، فالقلب عبارة عن عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد، ويعمل كمضخة تضخ الدم في الشرايين ومنه إلى أنحاء الجسم الأخرى، كما أنه يستقبل الدم العائد من الأوردة، وشكل القلب كحبة الأجاص (الكمثرى) المقلوبة، ويتمركز في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار. ويوجد في القلب أربع حجرات اثنتان علويتان وتُدعيان الأذينان واثنتان سفليتان وتُدعيان البطينان وهي ذات جدار سميك، ينبض القلب بين ال 60 - 100 نبضة في الدقيقة، والنبضات عبارة عن حالتي التقلص والاسترخاء لعضلة القلب ليتم ضخ 3 - 5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة. هنا يمكننا أن نبدأ بالتعريف بما هو ضغط الدم؟ ففي كل مرة ينقبض فيها القلب يندفع الدم عبر أوعية دموية تدعى الشرايين إلى كافة أنحاء الجسم ليزود الأنسجة والخلايا بالأوكسجين والمواد المغذية للنمو، وتقوم هذه الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم التي تمر بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب، وإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب تزيد عندها مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم، ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه. وهناك نوعان من الضغط يتم قياسهما هما الضغط الانقباضي ويقاس عندما ينقبض القلب أثناء عملية الضخ، والضغط الانبساطي ويقاس عند استرخاء القلب لاستقبال الدم القادم من الجسم، وللعلم فإن قيم ضغط الدم تتراوح خلال النهار فتكون أعلاها عند الصباح وأقلها في الليل. وضغط الدم المرتفع ينقسم إلى نوعين رئيسين هما: ضغط الدم المرتفع الأولي أو الأساسي: ويشكل 90% من حالات ضغط الدم المرتفع ولا يُعرف سببه لذا سُمّي بالأساسي، وهناك عوامل تساعد على ظهور ضغط الدم المرتفع الأساسي منها: العوامل الوراثية حيث ان 30% من المصابين بضغط الدم المرتفع الأساسي لديهم تاريخ عائلي بارتفاع ضغط الدم أو الموت المبكر بأمراض القلب في أحد أقربائهم من الدرجة الأولى (الذين يرتبطون جينياً معهم كالأبوين مثلاً)، كما أن الأشخاص الطبيعيين ذوي تاريخ عائلي قوي بضغط الدم المرتفع هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من سائر الناس الذين ليس لديهم تاريخ عائلي، وهناك عوامل بيئية مثل زيادة استهلاك ملح الطعام والكحول والسمنة كلها ترفع ضغط الدم، وكذلك التوتر والحياة اليومية غير المستقرة تساهم كلها في ارتفاع ضغط الدم. ضغط الدم المرتفع الثانوي: ويشكل 10% من حالات ضغط الدم المرتفع وينتج عن مسببات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، مسببات وراثية أو ولادية كتضيق الشريان الأورطي ومرض الشريان الكلوي الولادي، وهناك أسباب دوائية حيث تحدث ردود فعل في الجسم ينتج عنها ارتفاع في ضغط الدم بسبب تناول أدوية مثل حبوب منع الحمل وذلك بنسبة 3% وحبوب الكورتيزون، وهنالك أمراض الغدد الصمّاء وذلك مثل زيادة إنتاج هرمون الألدوستيرون وزيادة نشاط الغدة الدرقية، وأيضاً الأمراض الكلوية وهي عديدة مثل التهاب حوض الكلية وتضيق الشريان الكلوي واعتلال الكلية نتيجة داء النقرس وغيرها، وهناك مسببات أخرى كارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل وزيادة إنتاج كريات الدم الحمراء والتهاب الشرايين. * من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المرتفع؟ - الرجال فوق سن الثلاثين. - وجود تاريخ عائلي بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. - النساء أثناء فترة الحمل. - الرجال والنساء ذوو البشرة الداكنة. وللإجابة عن السؤال الذي يتكرر كثيراً حول ما هي أعراض ضغط الدم المرتفع؟ فإنه يمكن القول إنه لا يوجد بالعادة ما يوحي أو يدل على الإصابة بضغط الدم المرتفع، لذلك يُعرف هذا المرض بالقاتل الصامت، ولا يعني بالضرورة إذا كان الشخص عصبياً أو متوتراً أو حتى ذا نشاط زائد بأن ضغط دمه مرتفع بل يمكن أن يكون هادئاً ومرتاحاً ومع ذلك لديه ارتفاع في ضغط الدم، إلا أن القليل من الناس يعانون من بعض الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بضغط الدم المرتفع كالصداع الشديد ومشاكل البصر وصعوبة التنفس ونزيف الأنف المتكرر، لذا فإن الطريقة المثلى لمعرفة إذا ما كان الشخص مصاباً بضغط الدم المرتفع هي عن طريق قياسه. ويتم قياس ضغط الدم بربط كُم مطاطي حول الذراع الأيسر ثم نفخ الهواء فيه وملاحظة كمية الضغط اللازم لوقف جريان الدم خلال الشريان الموجود تحت الكُم بالاستماع إليه باستخدام السماعة الطبية، ويُسجّل قياس ضغط الدم على هيئة رقمين يسمى الرقم الأول الضغط الانقباضي أما الرقم الثاني فيسمى الضغط الانبساطي ووحدة قياس الضغط هي الملليمتر زئبقي، والجهاز الذي يقيس ضغط الدم يدعى سفيجنومانوميتر. طب الباطنية – قسم الكلى