يعرف مرض ارتفاع ضغط الدم بالمرض الصامت لأنه عادة لا يقترن بأية أعراض أو تكون هذه الأعراض غير واضحة في بداية الأمر ولا تظهر إلا بعد أن يكون ارتفاع ضغط الدم قد أثر على أعضاء الجسم. هناك قراءتان لضغط الدم و هما ضغط الدم العلوي أو الانقباضي وهو عبارة عن كمية من الضغط الذي يولده القلب أثناء ضخ الدم خارج القلب عبر الشرايين، وضغط الدم السفلي أو الانبساطي وهو ضغط الدم في الشرايين في حالة سكون القلب بين النبضات. من أعراض ارتفاع ضغط الدم الإحساس بالصداع وخاصة في مؤخرة الرأس والغثيان ونزيف الأنف ولكن في حالة تجاهل ارتفاع ضغط الدم فقد يتسبب في السكتة الدماغية والأزمات القلبية والفشل الكلوي. وهناك تناسب طردي بين مدة الإصابة بضغط الدم وحدوث المضاعفات وظهور الأعراض أي أنه كلما زادت مدة إصابة المريض بارتفاع ضغط الدم كلما زاد احتمال حدوث المضاعفات. و في معظم الحالات يكون سبب ارتفاع ضغط الدم غير معروف ويسمى بضغط الدم الأساسي أو الابتدائي أو الجوهري ويكون هناك عادة تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم. أما الأسباب الثانوية لارتفاع ضغط الدم فمنها أمراض الكلى، أمراض زيادة إفراز الغدة الكظرية وهرمون الكورتيزون، وزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، زيادة إفراز هرمون الأدرينالين من الغدة الكظرية، خلل الأوعية الدموية وتصلب الشرايين، تسمم الحمل، تعاطي المخدرات. ويعتمد التشخيص على القياس الصحيح لضغط الدم، فيجب أن يكون الشخص المراد قياس ضغطه مسترخياً لمدة 15دقيقة وأن يكون جهاز قياس ضغط الدم في مستوى القلب وأن يكون الشريط الذي يلف على ساعد المريض مغطياً لثلثي الساعد وأن يكون طرفه السفلي مرتفعاً بمقدار 2سم عن الشريان الموجود أسفل الساعد وأن يقاس ضغط الدم مرتين على الأقل في وقتين مختلفين قبل تشخيص المرض. وإذا ما شخّص المريض بارتفاع ضغط الدم فإنه يلزمه متابعة الطبيب الذي قد ينصح بإجراء المزيد من الفحوصات مثل الأشعة الصوتية للكلى والقلب وتخطيط القلب وتحليل وظائف الكلى وبعض التحليلات الهرمونية. الوقاية: تعتبر المحافظة على الوزن المناسب وممارسة الرياضة هما الأساس للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، كما أن الامتناع عن التدخين والإقلال من الدهون وتجنب الإفراط في تعاطي السكريات والكربوهيدرات عوامل مساعدة لتجنب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم ومحاولة قدر الإمكان تجنب الشد العصبي وإجهاد النفس. العلاج: الإقلال من تناول الملح أو إضافته على الأكل يعتبر الخطوة الأولى لعلاج ارتفاع ضغط الدم وهناك علاجات دوائية عدة مثل مدرات البول حيث تساعد على خفض مستوى الصوديوم في الدم، ومثبطات بيتا (Beta Blockers) والتي تعمل على مجابهة عمل الأدرينالين وتوسّع من الشرايين، ومثبطات الإنزيم أنجيوتنسن (ACE Inhibitors) التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية، والأدوية المغلقة لقنوات الكالسيوم (Calcium Channel Blockers)، وغيرها من الأدوية المختلفة . وقد يحتاج المريض في كثير من الأحيان إلى أخذ علاجين اثنين لضبط ضغط الدم. ضغط الدم في شهر رمضان المبارك: يُنصح دوماً مرضى الأمراض المزمنة بمراجعة الطبيب المختص قبل بدء شهر الصوم بفترة كافية لمراجعة العلاج الدوائي والعلاج الغذائي مع الطبيب. فيُنصح بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل أثناء فترة الصيام والمحافظة على أخذ العلاج قبل فترة الشروع في الصيام أي فترة السحور، وإذا كان هناك تذبذب في مستوى ضغط الدم فقد رخّص الشارع الكريم لهؤلاء المرضى بالإفطار وعدم الإفراط في تناول الموالح والسكريات.