المريض لا يلام في بحثه المستميت عن الدواء فهو كالغريق الذي يتشبث بالقشة لعلها تنقذه من الموت، غير أن المريض المؤمن قبل الأخذ بأسباب العلاج حيث تجده حريصا على الالتزام بالضوابط الشرعية في هذا الشأن سواء كانت تخص المعالج أو العلاج أو تخصه كمريض، ومن أسباب العلاج الأخذ بالرقية الشرعية والتي أصبح لها في زماننا مدعون، فكثيرون يدعون أنهم رقاة والحقيقة أنهم جباة، والصادق والناصح والمخلص منهم قليل!! لذا التبس على الناس تفريقهم ما بين الرقاة الشرعيين والرقاة المخالفين، لذا من الضرورة هنا بيان المخالفات التي يقع فيها الرقاة المخالفين للمنهج الشرعي في رقاهم والذين من مخالفاتهم الآتي: 1- إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم أو على موضع منه، أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك فقد ذكرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بأن ذلك لا يجوز؛ لأن ذلك من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم "من تعلق تميمة فلا أتم الله له" وقوله "إن الرقى والتمائم والتولة شرك". 2- ومن مخالفات الرقاة تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه حيث يأمرونه بذلك وقد ذكرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن ذلك (عمل شيطاني لا يجوز؛ لأنه استعانة بالشياطين، فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه، وهذا عمل محرم لأنه استعانة بالشياطين، ولأنه يسبب العداوة بين الناس، ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس، فيدخل في قوله تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً). 3- ومن مخالفات الرقاة أيضا استعمالهم لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون فقد ذكرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (أن ذلك عمل لا يجوز؛ لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه بتاتاً. وقولهم إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها). 4- ومن مخالفاتهم قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، والقراءة على جمع كبير في آن واحد فقد أكدت اللجنة (أن الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية) فقد قال عليه الصلاة والسلام من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. 5- ومن مخالفاتهم طلبهم تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض، فقد ذكرت اللجنة أن ذلك (لا يغني عن الرقية؛ لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها، ومباشرة للنفث على المريض. والجهاز لا يتأتى منه ذلك) 6- ومن مخالفاتهم مخالفة لا بد للجميع الانتباه لها وخصوصا النساء وهي مس الراقي لجسد المرأة أو يدها أو جبهتها أو رقبتها فقد ذكرت اللجنة بأن ذلك (لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس. وفرقت اللجنة بين عمل الراقي وعمل الطبيب بشأن مس المرأة بأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه، بخلاف الراقي فإن عمله -وهو القراءة والنفث- لا يتوقف على اللمس). 7- ومن مخالفاتهم أن الرقية منها الخاص ومنها المركز. 8- ومن مخالفاتهم التفرغ للرقية والاتجار بها وذلك لم يعرفه السلف الصالح. 9- المبالغة في الأموال أخذ الأموال من المرضى، فقد وصل سعر بعض الرقاة وما يبيعونه من الماء والزيت والأعشاب إلى آلاف الريالات. لعلي أكتفي بهذه المخالفات من مخالفات الرقاة وانتقل الى مخالفات المرضى الذين يطلبون الرقية الشرعية ومنها: 1- بعض المرضى يتعلق بشخص الراقي فلا يرى شفاء له إلا برقية فلان من الرقاة وهذا بلا شك ينافي كمال التوحيد. 2- التوقف عن أخذ العلاج الطبي وعدم السير في خطة العلاج على مسارين الرقية الشرعية والعلاج الطبي في آن واحد. 3- الاكتفاء بسمعة الراقي وانتشار صيته بين الناس دون النظر في حاله وحال رقيته وهل هي موافقة للرقية المشروعة أم لا؟ 4- بعض المرضى يأخذ بالرقية الشرعية من باب التجربة وشعاره - والعياذ بالله - (القرآن إن لم ينفع فلن يضر)!! 5- عدم حرص النساء المريضات على الاحتشام التام حال الدخول على الراقي والظن بأن الراقي رجل موثوق وهذا لا شك أنه غير صحيح بل هو رجل كغيره من الرجال فلا بد من الحرص على الاحتشام عنده. هذا ما تيسر لي ذكره من مخالفات الرقاة ومخالفات المرضى الذين يطلبون الرقية الشرعية.