شهد الشارع الرياضي احتقانا شديدا وشحناء وغوغاء كبيرة من قبل بعض المهتمين في الجانب الرياضي خلال العشرة أعوام الماضية، إذ زرعوا فتيل التعصب الرياضي في مجتمعنا جراء أهواء وميول رياضية لم تأت لنا بخير. فلو عدنا بالذاكرة قليلاً في الجيل الذهبي لرياضتنا كنا نشاهد تبادل القمصان بين اللاعبين بعد نهاية المباريات وإلقاء التحايا فيما بينهم والتحاور حتى أثناء المباريات وتبادل الضحكات والممازحات فلم يكن هناك شحناء بينهم والتنافس فقط داخل المستطيل الأخضر وينتهي بإطلاق الحكم صافرة النهاية، ليس كذلك وحسب فكانت تصلنا أخبارهم من داخل معسكرات المنتخب فكنا دوماً نسمع عن العلاقة الأخوية القوية بين اللاعبين فكان الكابتن صالح النعيمة والكابتن ماجد عبدالله يجلسان بجوار بعضهما في الطائرة فترة تنقلاتهم ومعسكراتهم ومشاركاتهم الخارجية مع المنتخب السعودي وهما يلعبان لناديين غريمين تقليديين وأحدهما قلب دفاع والآخر مهاجم صريح وعن مدى قوة العلاقة بينهما وهما نعم القدوة الرياضية بأخلاقهما داخل وخارج الملعب وربما هناك أجيال قد سبقتهم بنفس الخلق والرقي ولكني لم أعاصرها، كنا أيضاً نسمع عن مرافقة بعض اللاعبين من أندية مختلفة ومتنافسة لبعضهم بسيارة واحدة والذهاب لمعسكر المنتخب ضاربين بالتعصب الرياضي عرض الحائط. وما يندى له الجبين هو اشتعال فتيل التعصب بقوة في الفترة الأخيرة وما نعلمه ونعيه بأن الرياضة تهذب السلوك ولا تُفسده ولكن من يقومون دوماً بإشعال الفتيل ليسوا بداخل الملعب للأسف الشديد بل هم من خارجه يقومون بغرس هذا السلوك السيئ بنفوس الكبار والصغار وكلٌ حسب لونه وميوله فكأنهم أعداء، وهنا نرى مخرجات التعصب في مجالسنا من غيبة ونميمة وقذف بالأعراض وتجاوز حدود الأدب في النقد والحوار، كذلك بعض المراشقات الإعلامية التي تُشاهد عبر البرامج الرياضية بمختلف القنوات ما هو إلا سكب الزيت على النار لزيادة اشتعالها لكسب أنصار هذا النادي الذي ينتمي له و رضا المسؤولين، فنشاهد برنامج يستضيف ناقدين رياضيين أو أكثر كناقد ونتابعه لنخرج بفائدة ولكن ما أن يتم تبادل الحوار يتحولون من نقاد يستفاد من آرائهم لمشجعين في مدرج بسوء الألفاظ والإسقاطات على بعضهم وعلى أشخاص بأعينهم ودخول بالذمم وتشويه للسمعة.