فيما تتجه الأنظار الليلة لمواجهة الهلال وشقيقه النصر لتحديد الطرف الأول الذي سيلعب على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال تطل في الأفق أمنية بعيدة كل البعد عن أمور الفوز والخسارة وهي أن يقدم نجوم الفريقين سواء برغبتهم أو بتوجيه إداري إلى تبادل القمصان بعد نهاية المباراة بصرف النظر عن من يكسب أو يخسر فكرة القدم فيها الفوز والخسارة والكل يطوي صفحة المباراة بعد نهايتها وما يتبقى فقط ذكراها وتلك إن حدثت تعد بلا شك خطوة إيجابية كبيرة تحسب ضد التعصب وتبعد الاحتقان بين الجماهير؛ وليس هناك أي إشكالية كون المباراة تنافسية أو مباراة دربي بين قطبي الرياض الهلال والنصر بل على العكس فربما تكون الفائدة هنا أكبر وأعم إذا ما علمنا أن مباريات الدربي تجمع فريقين جماهيريين يصدران الروح الرياضيةالعالية من خلال القبلات وتبادل التهاني والقمصان إلى الجماهير المتابعة إن في الملعب أو من خلال شاشات التلفاز والكل شاهد مثالا حيا بعد مواجهة الاتحاد للهلال في جدة فبعد اشتعال المباراة ببعض الاحتكاكات والتصرفات السلبية انتهى كل ذلك بعد صافرة النهاية عندما تبادل لاعبو الفريقين القمصان وانطفأت نار الاختلاف وخمدت البراكين في المدرجات برضا الجماهير وتصفيقها لنجوم الفريقين. الأندية السعودية جميعها أندية شقيقة تفيض بالحب لوطننا الذي تستظل بظله ولاعبوها زملاء يجتمع معظمهم في منتخبات الوطن فما المانع من ارتداء اللاعب الهلالي للقميص النصراوي والعكس كما حدث من قبل بين القميص الاتحادي والهلالي والشبابي والأهلاوي بل وتعداه إلى تبادل القمصان مع فرق خارجية في مناظر جميلة ربما تكون هذه المباراة التنافسية المثيرة أولى بها، كما أن على الجماهير الظهور بروح رياضية تساعد نجوم الفريقين على البعد عن التوتر والانفعال. أخيراً وإذا لم تظهر مثل تلك الملامح الرائعة في زمن الاحتراف وإذا لم يبادر نجوم الفريقين بتبادل قمصانهم وارتداء قميص الفريق المقابل بعد لقاء اليوم فربما يأتي الوقت الذي يجبر أحدهم على ذلك كما فعل الكابتن احمد الدوخي وزميلاه أحمد عباس ومحمد الجيزاني وقبلهم فهد الغشيان وناصر الحلوي ونجوم آخرون في السلة والطائرة واليد وغيرها من الألعاب وهذه هي الرياضة الحقة والتنافس الشريف وإن فعلها نجوم الهلال والنصر اليوم وهذا هو المأمول فسيعد ذلك انتصاراً للروح الرياضية وهو التصرف الذي يغني عن كل الانتصارات والبطولات.