تحتفل البلاد ويبتهج المواطنون في كل شبر من أرض الوطن بمناسبة مرور تسع سنوات على بيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظهالله زاخرة بالانجازات ومليئة بالخيرات، وقد شهد هذا العهد الزاهر الميمون خلال هذه الحقبة المباركة نقلات نوعية في مختلف القطاعات، أولها التعليم الذي اعتبره الملك عبدالله ركيزة البناء الأولى، وكذلك الاهتمام بالإنسان من ناحية الصحة والمستوى المعيشي والإسكان والتدريب والتوظيف واهتمامه بأبنائه الشباب حيث اهداهم جوهرة جدة هذه المدينة الرياضية المتكاملة لاعتباره أن الشباب هم الثروة الحقيقية لمستقبل البلاد، كما شمل التطوير الحرمين الشريفين من ناحية التوسعة وقطار الحرمين، وكذلك المدن الصحية، والمدن الاقتصادية، ومشروع تطوير التعليم والقضاء، وإنشاء الجامعات التي أصبحت بالعشرات حتى شملت كافة المناطق والمحافظات وأصبحت 28 جامعة في جميع انحاء مملكتنا الغالية، وكذلك الاهتمام بالتقنية التي تعتبر مطية العصر وجسر الوصول إلى اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة. وقد استهل خادم الحرمين هذا العهد بمشروع الإصلاح الشامل حيث تسلم حفظه الله مقاليد الحكم وهو على إلمام تام بكل صغيرة وكبيرة، وعلى دراية عميقة بأحوال المواطنين، لذا كان حفظه الله حريصاً على توجيه المسؤولين لاسيما أمراء المناطق بضرورة تلمس أحوال المواطنين والوقوف ميدانيا على احتياجاتهم وتلبية متطلباتهم، وهذا دليل على حرصه على مصلحة الوطن والمواطن وتحقيق الرفاهية لهم والاستقرار والأمن والامان. كل هذا الانجاز والتنمية والبناء لم يكن على حساب البعد الإنساني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله فقد امتدت أياديه البيضاء لكل ذي حاجة ومسألة داخل الوطن وخارجه. إن هذا العهد المبارك اتسم بالحكمة وحسن إدارة المال وإدارة النفط مما جعل المملكة تصمد في وجه الأزمات التي زلزلت اقتصاد كثير من دول العالم لاسيما الدول العظمى، وهذا أيضا يعود إلى الحكمة والسياسة الرشيدة التي نقلت المملكة وجعلتها في مصاف الدول المتقدمة، خصوصا بعد دخولها ضمن العشرين دولة الأكبر اقتصاداً وأكثر أهمية وتأثيراً في الاقتصاد العالمي. يحق لنا أن نحتفل ونفرح ونبتهج بهذه الذكرى العزيزة، ونحن نعيش حقبة المنجزات وفترة التقدم والتطور والبناء في كافة المجالات، نسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين ويمتعه بتمام الصحة والعافية، ويحفظ سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد ويمتعهم جميعاً بالصحة والعافية ويحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها ووفرتها ورخاءها في ظل هذه القيادة الرشيدة إنه ولي ذلك والقادر عليه.