حذر عدد من منظمات الاغاثة أمس من ان الصومال التي تمزقها الحرب تتعرض لخطر المعاناة مرة اخرى من ازمة شديدة بعد اقل من ثلاث سنوات من المجاعة القاتلة، وذلك بسبب عدم هطول الامطار وتصاعد العنف ونقص اموال المساعدات. وجاء في تحذير اصدره تحالف من 22 منظمة دولية وصومالية ان اكثر من 50 الف طفل يعانون من سوء التغذية الشديد يواجهون "خطر الموت"، كما ان ثلاثة ملايين شخص يعانون من ازمة غذاء واكثر من مليون اجبروا على الفرار من منازلهم. وصرح ايد بومفريت من منظمة اوكسفام للصحافيين ان "هذه الاعداد كان من الممكن ان تلفت الانتباه في اي مكان اخر من العالم"، مشيرا الى ان هذا هو موسم الامطار الثاني الذي لم تسقط فيه الامطار. واضاف ان "المشكلة مع الصومال هي انه يعاني من ازمة منذ اكثر من 20 عاما .. والناس اصبحوا يقولون (قراصنة، ارهابيون، مجاعة، موت، ماذا يمكننا ان نفعل حيال كل ذلك؟)" واكد "اذا لم نتحرك الان فاننا نخاطر بان تتحول الازمة الحالية الى كارثة". وفي العام 2011 عانى الصومال من الجفاف الذي اثر على اكثر من 13 مليون شخص في القرن الافريقي، حيث اعلنت مناطق مجاعة في اجزاء شاسعة من الجنوب الذي تمزقه الحرب. وتوفي نحو 260 الف شخص نصفهم من الاطفال الصغار بسبب المجاعة التي عانت منها البلاد في 2011-2012، طبقا للامم المتحدة التي اقرت بفشلها وقالت انه كان من المفترض ان تبذل مزيدا من الجهود لمنع حدوث تلك الماساة. وذكرت الاممالمتحدة منذ ذلك الوقت ان التحذيرات التي اطلقتها قبل عامين لم تؤد الى "القيام بعمل مبكر بصورة كافية". وقال بشير هاشي من منظمة "واسدا" لاغاثة الصومال "الوضع خطير والناس بدأوا يفقدون الامل". وقال اندرو لانيون رئيس برنامج "ريزليانس الصومال" وهو تحالف من منظمات الاغاثة "لدينا اليوم انذار مبكر حيث اجتمعت جميع مكونات الكارثة التي تنذر بازمة انسانية". واضاف "نحتاج الى الانتقال اليوم من التحذير المبكر الى التحرك المبكر". ولم يبدأ بعد هطول الامطار الموسمية المهمة للزراعة والتي تبدأ عادة في ابريل وتستمر حتى يونيو في مناطق الصومال الجنوبية الرئيسية وكذلك المناطق الشمالية الشرقية. الا ان المزارعين في تلك المناطق يحاولون جاهدين اعادة زراعة محاصيلهم الذابلة، كما ان رعاة المواشي "يذبحون الماشية الصغيرة لانقاذ الكبيرة". ومناطق شابيلي الوسطى والسفلى الجنوبية هي الاكثر تضررا حيث انها جبهة معارك بين قوات الاتحاد الافريقي والقوات الصومالية من جهة ومتمردي حركة الشباب المرتبطين بتنظيم القاعدة من جهة اخرى. كما ان منطقة بونتلاند الشمالية الشرقية التي تشكل طرف القرن الافريقي، تعاني كذلك من الجوع. وقال بومفريت "ما تعلمناه من المجاعة هو اننا جميعا لم نستجب للتحذيرات في الوقت المناسب"، مضيفا ان منظمات الاغاثة لا تحصل سوى على 12% من الاموال التي تحتاجها عندما توجه نداء للمساعدة، وتعاني من نقص 822 مليون دولار (590 مليون يورو).