قال سيم كالاس القائم بأعمال المفوض الأوروبي للشؤون النقدية والاقتصادية أمس إن الأزمة الأوكرانية تمثل خطرا رئيسيا على الاقتصاد الأوروبي الذي يشهد تعافيا بطيئا. وقال كالاس أثناء عرض أحدث التوقعات الاقتصادية للمفوضية الأوروبية إن «الخطر الرئيسي الأساسي وهو بوضوح التوترات الخارجية وحالة الغموض التي تحيط بنا وبخاصة المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا». وأضاف أن الاقتصاد الروسي يواجه أيضا نفس المخاطر بسبب الأزمة الأوكرانية مشيرا إلى «التأثير الخطير» للأزمة قد يمتد على كل شيء في روسيا من عائدات الطاقة إلى قيمة العملة الروسية. واعلنت روسيا بدورها في تقرير رسمي ان الازمة الاوكرانية تهدد الاستقرار والسلام في اوروبا اذا لم يرد المجتمع الدولي بطريقة مناسبة على الانتهاكات «الكثيفة» لحقوق الانسان في هذا البلد. ووضعت وزارة الخارجية الروسية لائحة بانتهاكات «كثيفة» لحقوق الانسان ترتكبها اوكرانيا بواسطة «القوات القومية، المتطرفة والنازية الجديدة» في «كتاب ابيض» نشر أمس. وتدعو الوزارة الى رد دولي «دون تحيز» تحت طائلة «عواقب مدمرة على السلام والاستقرار والتطور الديموقراطي في اوروبا». دعت الخارجية الروسية، مجلس أوروبا الى إجراء تحقيق «محايد وغير مسيس» في «الجرائم» التي ارتكبت في أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيان، إن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سيشارك في 5 و6 مايو في الاجتماع السنوي للجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا بفيينا. وأضافت أنه «نظرا للوضع المتأزم في أوكرانيا، يجب الاعتماد على قدرات مجلس أوروبا من أجل تقديم مساعدة قانونية في إجراء إصلاح دستوري عميق بهذه البلاد، يستند إلى الحوار الوطني الشامل من أجل تجاوز الانقسام في المجتمع الاوكراني». وكانت المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية والأمنية، كاثرين آشتون، دعت السبت الماضي إلى إجراء تحقيق شامل في الأحداث بمدينة أوديسا الأوكرانية التي أدت إلى مقتل أكثر من 40 شخصا، معظمهم من أنصار الفدرلة، حرقا في مبنى هاجمه مسلحون موالون للسلطات الاوكرانية الجديدة. من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأوكراني المؤقت أليكسندر تورتشينوف روسيا بإثارة الحرب. وقال تورتشينوف في تصريحات للمحطة الخامسة في التليفزيون الأوكراني «إنها حرب تحدث ضد بلدنا من جانب الاتحاد الروسي - سواء في الشرق أو في جنوب البلاد». وأكد أن روسيا تواصل محاولاتها في الزعزعة الكاملة للأوضاع في أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية ، مضيفًا أن القيادة الروسية حققت خططها في شرق أوكرانيا . وبث التليفزيون الروسي الرسمي المقابلة التي اعترف فيها تورتشينوف بأن هناك تعاطفًا في المنطقة مع الانفصال عن أوكرانيا، قائلاً « إننا نقول بصدق إن المواطنين في تلك المناطق يدعمون الانفصاليين.. إنهم يدعمون الإرهابيين مما يصعب بشدة تنفيذ عملية مكافحة الإرهاب». وذكر تورتشينوف أن ما يزيد الأمر صعوبة أن الشرطة تتعاطف أيضًا مع القوى الموالية لروسيا. واتهم الرئيس الأوكراني المؤقت الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش بتمويل الأعمال الاستفزازية . إلى ذلك، أكد وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف إن انفصاليين موالين لروسيا نصبوا كمينا لقوات أوكرانية أمس مما أثار قتالا شرسا على مشارف سلافيانسك معقل الانفصاليين. وقال مراسل إن ناقلتي جند مدرعتين على الأقل وعددا من الانفصاليين فروا من المنطقة حيث سمع دوي اطلاق نار دون انقطاع تقريبا منذ الصباح. واضاف أن ضحايا سقطوا على الجانب الأوكراني إلا أنه لم يذكر أي أرقام. عناصر من الحرس الوطني الأوكراني يحرسون نقطة تفتيش خارج مدينة سلافيانسك التي شهدت عدة اشتباكات مع الانفصاليين (أ.ب)