احتضنت مدينة حريملاء القريبة من العاصمة الرياض الشيخ محمد بن صالح بن سلطان الذي ولد يتيم الأب عام 1337 ه الموافق 1916 م إذ توفي والده في الهند قبل ولادته وتربى في بيت عمه الذي اقترن بوالدته وتعلم القراءة والكتابة وحفظ أجزاء من القرآن الكريم على يد أحد الشيوخ في بلدته حريملاء. وقد سافر إلى مدينة الرياض مع الشيخ حسن بن محمد بن دغيثر في سن مبكرة عام 1930 م والتحق مع المجاهدين في مدينة رنيه ، وقد عمل بعد ذلك في إمارة رنيه وتدرج في عدد من المناصب، حيث عمل كاتبا للبرقيات في إمارة نجران ثم كاتبا للبرقيات في ديوان الملك عبدالعزيز آل سعود في الرياض .انتقل بعد ذلك إلى وزارة الدفاع والطيران ليكون رئيسا لمكتب الوزير الأمير منصور بن عبدالعزيز آل سعود ، ثم عين بعد ذلك مديرا لوزارة الدفاع والطيران . وفي عام 1955 م صدر الأمر الملكي القاضي بتعيينه وكيلا عاما لوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، واستمر في عمله إلى أن تم نقله إلى الديوان الملكي عام 1962 م رئيسا لمكتب الشؤون الإسلامية إلى أن تقاعد. وبعد التقاعد من العمل الحكومي شغل الشيخ محمد بن صالح منصب مدير عام لشركة اسمنت اليمامة السعودية المحدودة عام 1963 م وعمل فيها لمدة سنتين ، ثم شغل منصب مدير عام شركة كهرباء الرياض وضواحيها لمدة عامين أيضا ، بعدها استقال ليتفرغ لإدارة مشاريعه الخاصة. اكتسب الشيخ محمد بن صالح بن سلطان خبرة واسعة في الإدارة بحكم عمله في مناصب حساسة في الدولة لمدة 33 عاما خدم بها وطنه بكل تفان وإخلاص وانعكس ذلك على نجاح مشاريعه الخاصة. أهم أعماله الخاصة تعددت أعمال الشيخ محمد بن صالح بن سلطان التجارية و لكنها لم تخل من أعمال الخير وإعانة المحتاجين وبناء المساجد داخل المملكة وفي الدول الإسلامية الأخرى وكان همه الأول رعاية الأيتام والأرامل، حيث اهتم ببناء المساجد ودعم الجمعيات الخيرية، وتأسيس جيل يحفظ كتاب الله، كما أشرف على إنشاء المستشفى الوطني مع المؤسسين من رجال أعمال وأطباء وعلى أعمال شركة المنتجات الحديثة " كراش "، وشارك بتأسيس بنك الجزيرة السعودي مع عدد من المؤسسين، وعمل رئيسا لمجلس إدارة البنك لدورتين. ولم يكتف بذلك بل قام بتكوين وتأسيس المؤسسة الصالحية للتجارة والتوكيلات والأدوية بالرياض، وفروعها بجدة والدمام. ثم أسس مؤسسة وردة الصالحية بالرياض وفروعها بجدة والطائف والخبر . ولم يكتف بذلك بل قام بتأسيس المدرسة الصالحية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين وللبنات في مسقط رأسه في مدينة حريملاء، وكان يذهب هناك كل عام لتخريج دفعة جديدة من حفظة كتاب الله. ولحبه لمسقط رأسه فقد ساهم في تطوير بلدة حريملاء وذلك ببناء دار الجماعة للاحتفالات مع عدد من المساهمين من أهل القرية ، إضافة إلى مقر نادي الشعيب الرياضي. وخلال تلك الفترة شغل "رحمه الله " العديد من المناصب. المناصب التي شغلها تم انتخابه رحمه الله بالإجماع كأول رئيس للمجلس البلدي لمدينة الرياض لدورتين متتاليتين من عام ( 1390 – 1396 ه ). وعمل عضواً في هيئة تطوير مدينة الرياض وكان رئيسا للمجلس البلدي لمدينة الرياض وهو منصب فخري لمدة 6 سنوات. كما عمل عضواً في مجلس إدارة البنك الزراعي العربي السعودي . وكان عضواً في مجلس إدارة شركة الغاز والتصنيع . وعمل نائباً لرئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للطوب الرملي . كما كان عضوا فاعلا في مجلس إدارة جمعية البر بالرياض وكان عضواً مؤسساً للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) وعمل عضواً بمجلس إدارة بنك الجزيرة ثم رئيساً لمجلس إدارة البنك لدورتي (1989م – 1994 ) . وكان من المؤسسين في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية، ثم انتخب رئيساً لمجلس الإدارة حيث تكرر انتخابه كرئيس لمجلس الإدارة على مدى عشرين عاماً حتى وفاته "رحمه الله" ( 1404ه - 1424ه ). عطاء مثمر ساهم الشيخ محمد بن صالح بن سلطان -رحمه الله- في العديد من الأعمال الخيرية داخل وخارج المملكة، فقد كان عضوا رئيسا في بعض اللجان التي شكلت لجمع التبرعات لبعض الشعوب الإسلامية لمواجهة الكوارث والمحن التي تعرضوا لها، فقد خصص من ماله وأرباحه السنوية دعماً سنوياً لمعظم الجهات والمؤسسات الخيرية داخل المملكة، والتي يزيد عددها عن ( 400 ) جهة ، وتبرع لإنشاء نادي الشعيب الرياضي في حريملاء. الدروع والأوسمة تقلد الشيخ محمد بن صالح بن سلطان - رحمه الله -عددا من الأوسمة أهمها وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى عام 2003م في مهرجان الجنادرية الثقافي من الملك عبد الله بن عبد العزيز كأحد رجال الأعمال المتميزين ، ويعد أرفع وسام في المملكة العربية السعودية. كما حصل على العديد من الدروع وشهادات التقدير منها حصوله على شعار وشهادة تقدير من الندوة العالمية للشباب الإسلامي تقديراً لمساهمته في دعم الجهات الإسلامية داخل المملكة وخارجها. وحصل على شهادة تقدير وشكر من الرئاسة العامة لجماعة حركة الدعوة الإسلامية بجمهورية سيراليون تقديراً لمشاركته الإيجابية والفعالة لإنجاح الدعوة إلى الله من 1410حتى 1416ه. وعلى شهادة تكريم من لجنة أصدقاء المرضى تقديراً لدعمه للجنة مادياً ومعنوياً. وحصل على درع تكريم من مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر تقديراً لجهوده في القطاع الخاص وإسهاماته المصرفية والصحفية والخيرية عام 1417ه. وعلى درع وشهادة تقدير من مكتبة الملك فهد الوطنية لمشاركته في لجنة الأهالي ودعمه في إنشاء المكتبة. وقد نال درع شكر من اللجنة الأهلية في حريملاء تقديراً لدعمه المتواصل للجنة ودار الجماعة بالمحافظة. كما حصل على درع تقدير وشكر من صندوق دعم الحياة الفطرية في المملكة عام 1422ه ودرع من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس جمعية البر الخيرية بالرياض عام 1422ه لدعمه الجمعية ومشاركته في مجلس إدارتها منذ تأسيسها. ودرع درع شكر من الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمدينة الرياض في عام 1423ه . ودرع من إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري لدعمه للمشروع . وبعد وفاته تم تكريمه في عام 1425ه -رحمه الله - بدرع من اللجنة التنفيذية لمؤتمر العالم الإسلامي لمساهمته الفعالة والملموسة في قضايا الأمة الإسلامية ولتحقيق أهداف وغايات مؤتمر العالم الإسلامي. وفي العام 1428ه حصل على جائزة خدمة المجتمع فرع رعاية الأيتام وذلك من الغرفة التجارية الصناعية. وفي عام 1431ه منح وسام إنسان من الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان" بصفته من المؤسسين للجمعية ومن كبار الداعمين للجمعية منذ تأسيسها . وفاته وفي يوم الجمعة (15 / 07 / 1424 ه الموافق 12 / 09 / 2003 م) فجعت أسرة الشيخ محمد بن صالح وجميع من عمل معه وجميع محبيه وأصدقائه بوفاته ، وتم دفنه في مقبرة العود - رحمه الله- تاركا خلفه عائلة متميزة تتكون من الأبناء سلطان ومنصور وخالد وعبدالعزيز ومن البنات نورة ونوف وجواهر وهيفاء وسلطانة وسارة ، وزوجة مؤمنة بقضاء الله وقدره. وقد سارت أسرته على نهجه من بعده في أعمال الخير والعطاء وفاء له وعرفانا بمسيرته الطيبة. الشيخ ابن سلطان يقدم درع اليمامة الصحفية لسمو الأمير سلمان الشيخ في حفل تخريج ضباط المشاه بمدينة الطائف خلال عمله بوزارة الدفاع صورة تجمع الأمير سلمان مع الشيخ اثناء عمله في وزارة الدفاع الشيخ اثناأ تكريمه طلبة تحفيظ القرآن الكريم بمدارس الصالحية بحريملاء الشيخ خلال استقباله اطفال جمعية انسان في منزله عام 1423ه ويظهر د. حمود البدر الشيخ ابن سلطان متقلداً وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى كأحد رجال الاعمال المتميزين