وصف مستثمر عقاري بارز المشهد العقاري في محافظة جدة بالمتسارع الذي أصبح يواكب حجم التنمية التي تعيشه المحافطة، لافتاً إلى أن محافظة جدة شهدت على مدى العقود الأربعة الماضية شهدت نمواً سكانياً متزايداً وتوسعت بشكل كبير مما أوجد حاجة كبيرة وطلبا على المساكن وقد جاء معظم هذا التوسع باتجاه شمال المحافظة بسرعة التي أصبحت خلال السنوات الخمس الماضية محط أنظار المستثمرين والباحثين الجادين عن السكن. وأوضح عبدالرحمن المهيدب رئيس مجلس إدارة شركة وثرة للاستثمار والتطوير العقاري: إن هذا النمو العمراني تزامن مع قروض صندوق التنمية العقاري الذي تم دعمه ورفع رأسماله وضخ المزيد من السيولة بهدف زيادة عدد المقترضين، وكذلك ازدياد الطلب من قبل فئة الشباب وحديثي الزواج بالإضافة الى تنامي الوعي العام بمزايا التوسع والاستثمار في المناطق الجديدة والأراضي غير المطورة من قبل مستثمرين وشركات التطوير العقاري التي بادرت وأجرت دراسات على الاستثمار في تطوير المشاريع السكنية واختارت شريحة محددة من المستهدفين وغالبيتهم من ذوي الدخل المتوسط رغبة في معرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم من المشاريع السكنية. وأكد على تطور منطقة شمال جدة في إشارة منه إلى أن البحث عن سكن فيه لم يكتسب أهميته الكبيرة اليوم، بل بدأ منذ سنين مضت مع انتشار الكثير من المنتجعات السياحية والمتنزهات والمطاعم والمواقع الترفيهية والسياحية، واليوم أصبح شمال جدة، وخصوصاً منطقة ذهبان أو ما يعرف بجدة الجديدة، الوجهة الأفضل للقطاعات الحكومية أو الخاصة وكذلك من المواطنين والمستثمرين. وشدد المهيدب على أهمية التوسع في ضخ مزيد من المخططات السكنية، وتلبية طلب المستهلكين على اختلافهم سواء الافراد، أو المطورين العقاريين. يذكر أن أمانة محافظة جدة تنبهت مبكراً، حيث سارعت إلى تهيئة تلك المنطقة الواعدة بالفرص، وبثت الحيوية فيها من خلال تنظيم الأراضي وإنشاء المرافق العامة، وقد اختارت لذلك منطقة ذهبان أو ما يعرف بجدة الجديدة التي تبعد عن جدة مسافة 25 كلم فقط وتتميز بشريط بحري بطول 20 كيلو متراً، لتكون بذلك منطقة ينبثق منها التوسع العمراني الجديد في الشمال بحكم موقعها الاستراتيجي. وبعد أن أعلن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، عن البدء في تنفيذ مشروع ساحات ومتنزهات ذهبان التي تقع في الشمال الغربي لمدينة جدة، يجري العمل الآن على تنفيذ المشروع بمساحة تصل لأكثر من 100 ألف متر مربع، ويتزامن ذلك أيضا مع العمل على تصميم وإنشاء متنزه بحري على شاطئ البحر الأحمر بمنطقة خليج سلمان. وتعمل الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص على مشاريع مختلفة لتطوير مساكن بأسعار ميسرة في جدة وتجد تحديا لتوفير حلول للأسر ذات الدخل المنخفض. وقد حددت وزارة الإسكان موقعين في جدة لمشاريع الإسكان الميسر. ورأى المهيدب أن شركات التطوير بحاجة إلى حركة كبيرة في تطوير المشاريع السكنية حتى تعادل الكفة بين العرض والطلب، كون سوق العقارات يعتمد على نسبة تصل إلى 95 في المئة من التطوير الفردي للعقارات، الأمر الذي قد يدفع إلى وجود التطوير العشوائي، ولهذا يتطلب ان يكون هناك وجود تنظيم للتطوير، وهو ما يحدث الآن في السوق من خلال تطوير مشاريع تنموية كمدن وأحياء ضخمة في المناطق الرئيسية في البلاد. وشدد على أن الفترة المقبلة ستكون للتطوير العقاري، ويعول بذلك على أن هناك عوامل ستحمي السوق العقاري من حالة الترقب، وتدفعه إلى مزيد من النمو، ورهن ذلك بعدة عوامل لانتعاش السوق بنمو الطلب، وتصحيح الأسعار، وتوقع إقرار قوانين منظومة العقار وخاصة قانوني الرهن والتمويل العقاري، وانخفاض أسعار مواد البناء، ومشاريع التنمية الحكومية، مؤكدا بأن هذه العوامل كفيلة باستمرار نموّ سوق العقارات لأعوام طويلة المدى في ظل استمرار تصاعد الإنفاق الحكومي على المشاريع.