بدخول الصيف، يبدأ موسم الضغط الكهربائي العالي، وتبدأ المعاناة من الهدر غير المبرر مع الأسف الشديد من قبل كثيرين، وأحياناً مع تكرار المشكلة السنوية في عدم التوازن في استخدام الكهرباء،سواء على مستوى المنازل أو المؤسسات الحكومية والأهلية، نلحظ حاجة ملحة لوضع ضوابط لهذا الاستنزاف لكميات كبيرة من الطاقة الكهربائية، كان يمكن توفيرها. وفي هذا الصدد، حذر الدكتور عبدالله الشعلان أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود، من الاستهلاك الكهربائي غير المبرر للدوائر الحكومية، مضيفاً: "استهلاكها يغلب عليه طابع الإسراف والهدر واللا مبالاة في تشغيل الأجهزة الكهربائية، التي تترك تعمل دون حاجة بعد انتهاء الدوام، خاصة المكيفات والإضاءة". بالفعل، نحن بحاجة لتوعية مستمرة داخل المؤسسات المختلفة، لتحديد ضوابط واضحة للحفاظ على استهلاك الأجهزة الكهربائية بكافة أنواعها، خاصة بعد انتهاء الدوام الرسمي، وضرورة تعزيز أهمية الحفاظ على هذه الطاقة ليكون ذاتياً، والتشديد على ضرورة إطفاء جميع الأجهزة والإضاءة قبل مغادرة المكاتب، وهذا جزء من دور الجهات نفسها في التأكيد على الموظفين والموظفات بضرورة الحفاظ على الثروة، ومتابعة التطبيق، أما أن يكون الأمر مجرد تعميم فقط، فلن يجدي ذلك نفعاً. كما أن وجود إدارة معنية لرقابة مثل هذا الموضوع، وكذلك الهدر المائي في بعض المؤسسات، سيرفع نسب الوعي بكل تأكيد، وسيعطي رسالة واضحة لكل (موظف/ موظفة) قد يهمل في الاستخدام بأن هناك متابعة، لثروة وطنية لابد من الحفاظ عليها، وتلك الثقافة ستنتقل للمنزل وإلى كل مكان من خلال أولئك الموظفين. تذكرت في هذه الأثناء كبار السن عندما يمشون في المنزل وأيديهم على (أفياش) الكهرب، أي إضاءة في رأيهم مالها (سنع) يطفونها، وفي هذا اقتصاد في الطاقة والمال. ونحن ندخل على الصيف بكل حرارة لابد من الحد من هدر الطاقة الكهربائية في منازلنا ومؤسساتنا الحكومية والأهلية. وصحيح يحزن الإنسان عندما يجد نفسه مضطراً للكتابة في مثل هذه الموضوعات، إذ لا ينحصر الأمر فقط في موضوع الهدر للموارد والمال، وإن كان هذا مؤسفا حقاً، إلا أنه بجانب هذا، موضوع ثقافة اجتماعية، يجب أن تكون حاضرة، في ذهن الجميع، وأن نعمل بها ونساعد على رفع مستواها، وتلك أمور يجب أن نتجاوزها بالوعي.