تتجدد في السادس والعشرين من جمادى الآخرة لهذا العام الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "يحفظه الله " حيث يتجدد الولاء والمحبة، وتتجسد أصدق معاني الوفاء من شعب المملكة لقائد هذا البلد المعطاء. والمشاعر الصادقة تجاه خادم الحرمين الشريفين أكبر من أن تعبر عنها الكلمات وأسمى من أن تختزل في عبارات. إننا إذ نحتفي بذكرى البيعة المباركة فإننا نستذكر منجزات تنموية ضخمة وعظيمة في جميع المجالات وفق استراتيجيات وخطط تنموية نفذت وتنفذ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- مروراً بفترات حكم أبنائه البررة حتى العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. لقد حققت المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية نجاحات كبيرة في كل المجالات الحضارية والتنموية وتمثل ذلك جليّا في ميزانيات الخير ذات الفوائض المالية والمدن الاقتصادية العملاقة في مختلف أرجاء المملكة، والاكتشافات النفطية التي رفعت احتياط المملكة من هذه السلعة الاستراتيجية. وقد أصبحت المملكة أحد أهم ركائز الأمن الاقتصادي العالمي كونها المنتج الرئيس لمصادر الطاقة في هذا العصر من خلال البنية المتكاملة لصناعة النفط بما يضمن استقرار الإمدادات النفطية بأسعار عادلة للمنتج والمستهلك. ورغم الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم قبل فترة قريبة فإن اقتصاد المملكة الذي يعد الأضخم في المنطقة قد امتص هذه الصدمات والهزات الاقتصادية بما تهيأ للمملكة من مصادر نفطية هائلة تمت إدارتها بحنكة واقتدار بل تجاوز الأمر مرحلة امتصاص الصدمة إلى النمو بمعدلات متسارعة ومستقرة حتى إن المملكة أصبحت وجهة للاستثمارات العالمية بما يحقق المزيد من الثقة في المستقبل الاقتصادي للملكة ويسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني. وعند الحديث عن الإنجازات التنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين فلابد من الوقوف طويلاً عند الاستثمار في المجال الأهم وهو مجال التنمية البشرية وأهم مجالاته التعليم الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه وعنايته حيث تمثل ذلك ببرنامجه حفظه الله للابتعاث الخارجي وهو برنامج عظيم في نتائجه وثماره المرتقبة وما سيحدثه من طفرة نوعية إيجابية في المجتمع السعودي بمشيئة الله تعالى كما يتجلى هذا الاهتمام في زيادة عدد الجامعات وفق أحدث المواصفات العالمية، ودعمها بالكفاءات العلمية والإمكانيات المادية لتؤدي رسالتها على أكمل وجه. كما أن من أبرز ما تحقق في عهده المبارك هو بالحرمين الشريفين من توسعة وإعمار لامثيل له واهتمامه يحفظه الله بالحرمين الشريفين نابع عن إيمانه في خدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة. ومن الجوانب المشرقة في عهده الزاهر يحفظه الله استمرار سياسية المملكة في مناصرة القضايا العادلة في العالم ودعم المنكوبين والمستضعفين دون منّ أو أذى حيث تعد المملكة العربية السعودية الدولة المانحة الأولى على المستوى العربي. إضافة إلى ما حققته المملكة من ريادة في العديد من المجالات الطبية على الصعيد الدولي ومن أبرزها (فصل التوائم السيامية). إن شعب المملكة إذ يحتفي بذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين فإنه يحتفي بقائد يفخر بوطنه ووطن يفخر بقائده، وطن تيمم ملايين الوجوه شطره على مدار الساعة، رايته كلمة التوحيد وأبناؤه سلالة الفاتحين الذين نشروا الهدى في الأرض سلاماً وأمناً واستقراراً. رئيس مجلس إدارة شركة الفوزان للتجارة والمقاولات.