قال رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنة د. جمعان رشيد بن رقوش، إن الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- تتجدد حيث يتجدد الولاء والمحبة لملك القلوب والإنسانية، وهي مناسبة تجسد أصدق معاني الوفاء من شعب المملكة لقائد هذا البلد المعطاء. وأضاف أن المشاعر الصادقة تجاه خادم الحرمين الشريفين أكبر من أن تعبر عنها الكلمات وأسمى من أن تختزل في عبارات. وقال إننا إذ نحتفي بذكرى البيعة المباركة فإننا نستذكر منجزات تنموية ضخمة وعظيمة في جميع المجالات وفق إستراتيجيات وخطط تنموية نفذت وتنفذ منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله- مروراً بفترات حكم أبنائه البررة حتى العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأردف قائلا إن المملكة حققت بفضل الله تعالى ثم بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الثماني الماضية نجاحات كبيرة في مجال الاقتصاد وتمثل ذلك جليّاً ميزانيات الخير ذات الفوائض المالية المذهلة بكل المقاييس، والمدن الاقتصادية العملاقة في مختلف أرجاء المملكة، والاكتشافات النفطية التي رفعت احتياط المملكة من هذه السلعة الإستراتيجية. ولفت إلى أن المملكة أصبحت أحد أهم ركائز الأمن الاقتصادي العالمي كونها المنتج الرئيس لمصادر الطاقة في هذا العصر من خلال البنية المتكاملة لصناعة النفط بما يضمن استقرار الإمدادات النفطية بأسعار عادلة للمنتج والمستهلك. وقال إنه رغم الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم مؤخراً فإن اقتصاد المملكة الذي يعد الأضخم في المنطقة قد امتص هذه الصدمات والهزات الاقتصادية بما تهيأ للمملكة من مصادر نفطية هائلة تمت إدارتها بحنكة واقتدار بل تجاوز الأمر مرحلة امتصاص الصدمة إلى النمو بمعدلات متسارعة ومستقرة حتى إن المملكة أصبحت وجهة للاستثمارات العالمية بما يحقق المزيد من الثقة في المستقبل الاقتصادي للملكة ويسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني. وأضاف قائلا: عند الحديث عن الإنجازات التنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين فلابد من الوقوف طويلاً عند الاستثمار في المجال الأهم وهو مجال التنمية البشرية وأهم مجالاته التعليم الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه وعنايته حيث تمثل ذلك ببرنامجه -حفظه الله- للابتعاث الخارجي وهو برنامج عظيم في نتائجه وثماره المرتقبة وماسيحدثه من طفرة نوعية إيجابية في المجتمع السعودي بمشيئة الله تعالى كما يتجلى هذا الاهتمام في زيادة عدد الجامعات حتى وصل إلى (24) جامعة حكومية متكاملة وفق أحدث المواصفات العالمية، ودعمها بالكفاءات العلمية والإمكانيات المادية لتؤدي رسالتها على أكمل وجه. وتجدر الإشارة هنا إلى إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) التي لا شك في أنها ستشكل نقطة انطلاق لريادة المملكة في العلوم الحديثة على المستوى العربي والإقليمي. وعند الحديث عن الإنجازات الداخلية لخادم الحرمين الشريفين يكون لزاماً علينا الإشارة إلى التطوير المتسارع والمذهل لمرفق القضاء والاهتمام بحقوق الإنسان وتعميق ونشر ثقافة الحوار داخليّاً وخارجيّاً من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، ومكافحة الفساد الذي توج بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. كما أن من أبرز ماتحقق في عهده المبارك هو الاهتمام بقضايا المرأة السعودية ودعمها وتحقيق طموحاتها في خدمة مجتمعها،ولعل أبرز مظاهر هذا الدعم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن التي تعد الجامعة النسائية الأضخم في العالم بما توافر لها من إمكانيات مادية وعلمية هائلة، وكذلك عضوية المرأة في مجلس الشورى وتعيينها في العديد من المراكز القيادية. وقال إن من الجوانب المشرقة في عهده الزاهر -يحفظه الله- استمرار سياسية المملكة في مناصرة القضايا العادلة في العالم ودعم المنكوبين والمستضعفين دون من أو أذى حيث تعد المملكة العربية السعودية الدولة المانحة الأولى على المستوى العربي. إضافة إلى ماحققته المملكة من ريادة في العديد من المجالات الطبية على الصعيد الدولي ومن أبرزها(فصل التوائم السيامية). ولفت إلى أن من الجوانب المهمة والمشرقة لسياسة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- هو دعمه لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل عربياً ودولياً من خلال بيت الخبرة الأمنية العربية (جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية) غرس وفكرة أمير الأمن العربي الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- التي تستضيفها المملكة وتدعمها حتى أضحت موئل خبراء الأمن من العالم أجمع بما تهيأ لها من دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومتابعة واشراف دائم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.