قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يزور أوكرانيا حالياً أن واشنطن تعتبر إن الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 25 مايو تمثل فرصة لإرساء الأساس لإقامة بلد أكثر رخاء ووحدة. وعبر عن استعداد واشنطن المساعدة في إجراء هذه الانتخابات. وقال بايدن خلال اجتماع عقد في مبنى البرلمان «أمامكم شهر من الآن قبل ما أعتقد -مع احترامي-... انها ربما تكون أكثر الانتخابات أهمية في تاريخ أوكرانيا». وقال إن أوكرانيا تجابه تهديدات مهينة ومشاكل جمة معبرا عن استعداد بلاده مساعدة زعماء البلاد في إغتنام الفرصة تحقيقا للوحدة الوطنية. وأشار بايدن إلى «إن فرصة التوصل الى أوكرانيا الموحدة ووضعها على الطريق الصحيح لاتزال في متناول أيديكم. ونود أن نكون شركاءكم واصدقاءكم». وقال مسؤول أميركي للصحافيين إن بايدن سيبحث مع زعماء أوكرانيا مسألة أمن الطاقة بما في ذلك سبل زيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي. وتعتمد كييف في الوقت الراهن اعتمادا كبيرا على إمدادات الغاز الروسية. وصرح بأن واشنطن مستعدة لمساعدة أوكرانيا على دعم اقتصادها وتحقيق استقراره الا انه نبه على زعماء البلاد انهم بحاجة للضرب بيد من حديد على الانتهاكات داخل النظام السياسي. ديموقراطية ب «5 مليارات دولار» أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن انفقت 5 مليارات دولار لدعم «سلطة ديومقراطية» في أوكرانيا. وقالت فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، في حديث مع شبكة (سي إن إن) الأميركية، إن الولاياتالمتحدة الأميركية أنفقت 5 مليارات دولار على أوكرانيا، منذ تفكك اتحاد الجمهوريات السوفيتية في العام 1991. وأوضحت أن «هذه الأموال أُنفقت على دعم تطلعات الشعب الأوكراني لحكومة ديمقراطية قوية تمثّل مصالحه»، غير أنها أكّدت أن واشنطن لم تنفق أي أموال على المحتجين في ميدان الاستقلال، مشيرة إلى أن «الحركة كانت حركة عفوية، وتبعد كل البعد عن خطط روسيا في شرق أوكرانيا». واعتبرت نولاند أن روسيا لا يمكنها أن تزعم دعمهما لنزع فتيل التوتر في أوكرانيا، وفي الوقت عينه إشعال هذا الفتيل، وقالت «لا يمكن أن تؤدي دور عامل الإطفاء، وتتصرف كمحرق المباني». آلاف الأوكرانيين يشيعيون جثامين قتلى الاشتباكات في المناطق الشرقية (رويترز) وأعربت عن قلق واشنطن العميق إزاء «اليد الروسية وراء الأحداث المزعزعة للاستقرار التي نشهدها في أوكرانيا». وأثنت على الحكومة الأوكرانية الموقتة لأدائها المهمتين اللتين أوكلتا إليها، «أولهما محاولة التفاوض بغية التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بهدف إجراء إصلاح حقيقي، ومحاولة قلب الصفحة على عصر الفساد الذي كان مستشرياً في أوكرانيا». وأشارت إلى أن هذه الحكومة «نجحت بتوقيع اتفاقية مع الصندوق، كما اقرت مجموعة كبيرة من قوانين الإصلاح، في حين اعتبرت أن «المهمة الثانية هي إجراء انتخابات حرة وعادلة»، وقالت إن «الانتخابات الرئاسية مقررة في 25 مايو»، مشيرة إلى «وجود 20 مرشحاً مسجلاً في هذه الانتخابات، يمثلون كافة الأطياف». كشف هوية عملاء روسيا قالت الولاياتالمتحدة إن صورا واردة من شرق أوكرانيا تؤكد أن موسكو أرسلت أفراد استخبارات وعسكريين لإثارة القلاقل في البلد المجاورة. ونشرت الصور، التي قدمتها الحكومة الأوكرانية إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في صحيفة «نيويورك تايمز» ووسائل إعلام أخرى. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الصور «تؤكد مجددا» الإجماع الدولي الواسع بشأن العلاقة بين روسيا والانفصاليين المزعومين في أوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي: «هذه مجرد أدلة إضافية على العلاقة بين روسيا والمليشيات المسلحة». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن جهاز أمن الدولة في أوكرانيا قد حدد على الأقل هوية أحد هؤلاء العملاء على انه إيجور إيفانوفيتش ستريلكوف، وهو عميل في الاستخبارات العسكرية الروسية. نشرت وزارة الخارجية الاميركية يوم أمس الأول صورا حصلت عليها من كييف ويظهر فيها انفصاليون مسلحون في شرق اوكرانيا هم في الواقع، بحسب واشنطن، عسكريون روس او ضباط في الاستخبارات الروسية. «ناشطون عسكريون؟» بدوره اكد القائد العسكري لحلف شمال الاطلسي الجنرال الاميركي فيليب بريدلاف على مدونته الرسمية ان «ملاحظاته» عن هؤلاء «الرجال الخضر» تؤكد انهم ينتمون الى وحدة عسكرية روسية وليسوا مجرد مسلحين في ميليشيا تشكلت عشوائيا. وكتب الجنرال الاميركي ان «الناشطين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا يظهرون تدريبا وتجهيزا عسكريا وطريقة في العمل تنسجم جميعها مع (تصرفات) جنود ينتمون الى وحدة منشأة منذ زمن بعيد وليس الى ميليشيا محلية تأسست بطريقة عفوية».