يصادف الأسبوع القادم مرحلة من مراحل عمر هذا الوطن العزيز، نسجل من خلالها احتفاءً يليق بنا نحن "السعوديون"..، حيث تمثل مناسبة الأسبوع القادم السنة التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (أمد الله في عمره) مقامه الكريم قيادة هذا الوطن.. هذه القيادة التي حققت خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة في عمر الأوطان ما يجعلنا نحس بفخر شديد وبمباهاة نستحقها ويستحقها وطننا. الوطن العزيز حقق خلال هذه التسع سنوات الماضية أكبر نقلة اقتصادية تنموية مرّ بها الوطن منذ تأسيسه حتى أننا أصبحنا نعيش في "ورشة عمل" متكاملة في كل النواحي، فمن طرق متميزة، ومن مراكز اقتصادية تنهض بشأن الوطن، ومن فوائض مالية ضخمة في ميزانيات الوطن، إلى جهود مثمرة في بناء الإنسان وصناعة الأوطان، وهي مفاخر تسجل لعبدالله بن عبدالعزيز الذي آمن بشدة بأهمية الإنسان وضرورة صناعته ليعمّر المكان، وهو ما تحقق ويتحقق بالفعل، فجهود الوطن في تأهيل المواطن لا ينكرها إلاّ جاحد، والبعثات التعليمية التي وصلت كل أرجاء الأرض بدأت تؤتي أكلها في تحقيق التنمية ومعاضدة جهود الوطن العزيز. وبما أنّ المسكن يشكل الاستقرار الأسري، فقد أولاه والدنا كل الاهتمام، فمن دعم استثنائي لصندوق التنمية العقاري إلى إنشاء وزارة متكاملة للإسكان من أجل أن يسعد الوطن باستقرار أسرته التي تشكل الأساس للنمو المجتمعي، ولا يمكن أن ينسى الوطن أو يتناسى أوامر المليك يحفظه الله في ترسيم موظفي الدولة العاملين على بند الأجور والمستخدمين، وتخفيض أسعار البنزين وإنشاء واحدة من أكبر المدن الاقتصادية في الشرق الأوسط "مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ على ساحل البحر الأحمر" وإنشاء المركز المالي بمدينة الرياض، والصندوق الاستثماري لذوي الدخل المحدود وتسديد الديون والديات عن الموقوفين عن الحقوق الخاصة، وتنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، ومحاربة الفساد في كافة مجالاته من خلال إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وإنشاء جامعات في العديد من مدن المملكة. كل هذا وذاك وأشياء كثيرة تمثل منعطفات إيجابية في مسيرة الوطن العزيز قدمها عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله) لأبنائه كوالد يحنو عليهم، وبعباراته الأبوية القريبة إلى القلب، وقراراته الحاسمة التي تشرح الصدر وتنهي الكثير من معاناة المواطنين، ولعلّ ما تحقق في هذه السنوات التسع وما سيتحقق في قادم الأيام يسجل بماء الذهب في تاريخ هذا الوطن الذي يأبى إلاّ أن يكون في المقدمة، ويستعصي على كل الظروف التي تعج بالعالم، سواء أكانت ظروفاً اقتصادية أو سياسية أو أمنية أو اجتماعية أو غيرها كثير.. نحن وطن قدر له بحول الله أن يظل شاخصاً امام الجميع، متميزاً بين الجميع، قوته بحكومته وأفراده، وتماسك كيانه الذي لا ولن تهده أي عواصف سواء في داخله أو خارجه. ودمتم..