قال سفير السويد لدى المملكة داغ يولين دانفليت ان العلاقات بين المملكة والسويد ممتازة وتاريخية وعلى مختلف الأصعدة، مبينا أن هناك 22 جامعة سويدية معتمدة من قبل برنامج الملك عبدالله للابتعاث وأن الإنجليزية هي لغة التعليم العالي في السويد، مقدما دعوة للطلاب لزيارة جناح السويد في المعرض الدولي للتعليم العالي المقام في الرياض حالياً. وأوضح دانفليت ل"الرياض" أن العلاقات بين المملكة والسويد مميزة وتتجه للأفضل، حيث انها قديمة بدأت منذ أكثر من 60 عاما مضت، وتشمل جميع مناحي الحياة من تجارة ومشاورات سياسية حول الأوضاع في المنطقة والعالم وفي الصحة والتعليم، وأن تبادل الزيارات بين البلدين ليس فقط على المستوى العالي بل أيضاً على المستوى التكنولوجي ومستوى الخبراء. وأشار دانفليت إلى أن المشاركة السويدية القوية في المعرض الدولي للتعليم العالي هذا العام تشهد على قوة العلاقات بين البلدين، مبينا أن عدد الطلاب السعوديين في السويد كان متواضعاً فقبل سنوات كانت السويد تستقبل من عشرين إلى خمسين طالبا في السنة لكن اليوم يبلغ الرقم 250 طالبا ويزداد سنوياً، مبديا أمله خلال سنوات أن يرى على الأقل 700 إلى 800 أو ألف طالب سعودي في السويد، كما يأمل برؤية المزيد من الطلاب والباحثين السويدين يأتون للعمل ومشاركة الخبرات مع زملائهم السعوديين هنا في المملكة. وبيّن دانفليت أنه سعيد أن 20% فقط من مجموع الطلاب الدارسين في السويد يأتون من الخارج مما يجعل الدراسة تشكل خيارا تنافسيا للطلاب الأجانب من السعودية وأمريكا والهند والصين واليابان. وأضاف دانفليت "قد يعتقد الطلاب أنه لا بد لهم من تعلم اللغة السويدية لكن هذا غير صحيح، فالتعليم العالي في السويد يقدم كلياً باللغة الإنجليزية وحتى في مرحلة البكالوريوس هناك بعض التخصصات التي تدرس باللغة الإنجليزية لكن الأغلبية الباقية تقدم باللغة السويدية، كما أن تعلم اللغة السويدية سهل جداً للمتمكن من اللغة الإنجليزية والتي يتحدثها الجميع في السويد كلغة ثانية، في حين أن الطقس في السويد بارد لكن درجة الحرارة ليست باردة بالدرجة التي يخافها الناس ولا بد أن لا يكون الطقس عائقا للذهاب هناك فهناك 22 جامعة معترفا فيها من قبل برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي". وبالنسبة للسياحة أشار السفير إلى ازدياد أعداد السعوديين القادمين للسويد لغرض للسياحة، مضيفا "تاريخيا كان السائد هو زيارات رجال الأعمال لكن الآن تغيرت الصورة قليلاً، لا زال هناك رقم كبير من القادمين لأمور العمل لكن أيضاً نرى ازديادا في عدد السعوديين الذين يختارون السويد كجهة لقضاء الإجازات والعطل، ليس فقط عندما تظهر شمس منتصف الليل والطقس مبهج، لكن في الشتاء حيث العديد من السعوديين يريدون اختبار بيئة مختلفة عندما يكون كل شيء أبيض وجميل ولامع". وحول التعاون بين البلدين في مجال التعليم الأساسي قال دانفليت أن السويد وفنلندا أيضاً لديها تجربة جيدة جداً في مجال التعليم الأساسي ونرى اهتماما متناميا في المملكة بمزودي التعليم السويديين، مضيفا "لدينا حالياً مزودين رئيسين هما (إي إف إديوكيشن) و(نوليدج سكولز) واللذان أسسا عددا من المدارس في المملكة للتعليم الأساسي من مرحلة الروضة حتى المرحلة الثانوية ونأمل أنه في معرض التعليم القادم في فبراير سيضم الوفد السويدي العديد من مزودي الخدمات التعليمية". وبالنسبة لمشاريع التكنولوجيا الخضراء بيّن السفير أن السويد قوية ومنافسة في هذا المجال عالمياً حيث تضم الكثير من الشركات المهتمة فالسويد بلد خضراء وهذا ما يدفع الشركات السويدية لابتكار تكنولوجيا صديقة للبيئة، مضيفا "لدينا تعاون قوي مع الشركات والجهات الرسمية السعودية في مواضيع إدارة النفايات والتحكم بالتلوث وأيضا هناك اتصالات بين الحكومتين وتبادل آراء حول كيفية معالجة مشكلة تغير المناخ، وأتطلع لرؤية المزيد من الشركات السويدية النشطة في مجال التكنولوجيا الخضراء والتكنولوجيا النظيفة هنا في المملكة، وكذلك لمزيد من التعاون بين الجهات الرسمية في البلدين". ووجه السفير السويدي الدعوة للطلاب لزيارة الجناح السويدي في المعرض الدولي للتعليم العالي المقام حالياً في الرياض، مضيفا "نتطلع لاستقبال الطلاب السعوديين في معرض التعليم العالي هذه الأيام ليتعرفوا أكثر على ما تقدمه الجامعات السويدية وأيضاً أن نراهم في السويد ليساهموا في تقوية العلاقات بيننا فالعلاقات ليست فقط اتصالا بين الحكومتين بل الأكثر أهمية هو الاتصال بين الشعبين".