ما من قرار تتخذه هذه الدولة الرشيدة إلا وفيه الخير والمصلحة العامة ويراعي مصالح الشعب في المقام الأول وما تزال أصداء قرار تجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة أو الانتماء للتيارات أو الجماعات وما في حكمها سواء كانت دينية أو فكرية متطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أوإقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت تلقى صدى إعلامياً إيجابياً واسعاً داخلياً وخارجياً.. خاصة أن هذه القرارات قطعت الطريق على الكثير من المتربصين بشبابنا والزج بهم في متاهات الفكر المنحل أو مواقع الصراعات ومناطق الاقتتال كوقود لهذه الصراعات، مستغلين عاطفة بعض الشباب الدينية وحماستهم لخوض صراعات بالنيابة عن منظمات أو أجهزه لا تريد خيراً لشباب هذا الوطن. لقد منح الأمر الملكي الكريم لكل من شارك في مهمة قتالية إلي التراجع والفترة الزمنية الكافية للتحلل من الوضع الذي وضع نفسه فيه والعودة عاجلاً إلا وطنه. في الوقت الذي أشار فيه البيان السعودي إلي إقرار عدد (اا)محظوراً أمنياً على المواطن والمقيم ستكون خط الأمان ضد التيارات التي لا تريد خيراً بهذا الوطن وأبنائه وليس بمستغرب أن تقف المملكة - وهي السباقة دوماً - في مواجهة أي تحركات أو حركات مريبة تدور في الخفاء الهدف منها شق الصف والنيل من ثوابت الدين وتهديد الأمن الوطني وبث الفرقة وتجييش من تُعوِّل عليهم الأمم قاطبة وهم الشباب بالتغرير بهم واستغلال اندفاعهم وسذاجة بعضهم ليخوضوا معتركات تؤدي بهم إلى مهالك لا يعلم مداها إلا الله، مستغلين بذلك ما يتسمون به من عاطفة دينية جياشة وتسليم مطلق لكل من يحمل هذا التوجه غير مدركين أن هناك من يجعل من الدين مطية يحقق من خلالها أهدافاً ومآرب هي أبعد من إدراكه وحدود تفكيره، ناهيك عمن يزج بهم من أولئك الأدعياء في أتون حروب لا غالب فيها ولا مغلوب والمهزوم بها هذه الأمة التي يسعون إلى تمزيق أوصالها وتفتيتها بدعاوى براقة وباطلة. من هنا فإن ما أعلنته المملكة من خلال هذا البيان تسير في سياق حربها الموفقة والناجعة ضد الإرهاب ودعاته وكشف مخططاتهم وزيفهم ووسائل تخفيهم. والتجربة السعودية في مكافحة الإرهاب مسبباته وبواعثه أصبحت مرجعاً دولياً للعديد من الدول وخاصة المتقدمة والمنظمات الدولية لما حققته من نجاح منقطع النظير في مواجهة هذه الظاهرة الفاسدة من الناحية الفكرية والأمنية وجاء القرار الأخير في إعلان قوائم للجماعات الإرهابية ليحكم السيطره على هذه التيارات التي كانت تتستر وتتدثر تحت غطاء الحماس الديني لتزاول برامجها وأجندتها المنافية لقيم الدين الإسلامي وقواعده الأصيلة ويتبقى على شبابنا اليقظة مما يحاك له من الحاسدين والمغرضين وأن يكون مستوى الطرح الإعلامي والتغريدات فيما يتوافق وحرص وتأكيد الدوله على اللحمة الوطنية. وأن الوسطية والاعتدال منهج إسلامي أصيل ومنطلق لحياتنا الشخصية والاجتماعية والإنسانية وأن على شبابنا تميز ماتحرص عليه دولتهم الكريمة وعلماؤهم الأفاضل من الخير والمصلحة والعيش بكرامة ومايُحيقه الكثير من الباحثين عن الأضواء والشهرة أو استغلال مقدرات هذا الوطن ممثلاً في شبابهم من الزج بهم في أتون أفكار انحرافية وحروب طاحنة وهو ما كشفته الكثير من الوقائع مع الأسف الشديد.