تحولت خدمات الركاب في المطارات العالمية المتميزة إلى صناعة يدفعها عشق الإبداع في تطوير مستوى الخدمة والإدارات المتمكنة وسط سباق محموم بين شركات الطيران وشركات إدارة المطارات للظفر بعمل فريد يجذب المسافرين وينعكس على دخلها المالي. وداخل صالات مطار هامبورج سادس أكبر مدينة في الاتحاد الأوربي والميناء الأول لألمانيا الاتحادية صوراً مضيئة لتحويل خدمات الركاب إلى فن يتلذذ بها العاملون، فالمطار المزدحم يستقبل المسافرين القادمين عبر الرحلات الدولية، بتوفير خدمات المساج، وتدليك العضلات من خلال جناح خاص. المطار الذي تحول إلى أشبه بسوق رائجة تتناثر على جانبي طريق مرور المسافرين أكثر من 150 محلاً تجارياً تقع على مساحة 30 ألف م2 تقريباً توفر معظم الاحتياجات التي يحتاج إليها المسافر من الهدايا، والملابس، والصحف، والمجلات، وأجهزة الاتصالات، والحاسبات، والمطاعم، والمشروبات مما خلق حراكاً تجارياً على مدار الساعة ووفر فرصاً هائلة من الوظائف. ولعل من أبرز المشاهدات التي استوقفت الرياض الاقتصادي تخصيص زوايا لترفيه الأطفال داخل صالات المغادرة وعلى بعد أمتار قليلة من بوابة الصعود إلى الطائرات حيث وفرت إدارة المطار بعض الألعاب التعليمية التي تثير تفاعل الأطفال ويمكن التعامل معها بلا ضجيج يؤثر على الجو العام لصالات المغادرة. الفكر الاستثماري يكاد لا يخلو من أي بقعة من أرض مطار المدينة العريقة حيث تمت استثمار مخلفات المسافرين والمحلات التجارية من خلال تخصيص حاويات للنفايات الورقية وأخرى للبلاستيكية بهدف تدوير هذه المخلفات عن طريق شركة مستثمرة. وإذا كانت المواقع المخصصة للمدخنين في بعض الدول تختنق بسحب التبغ فإن مواقع التدخين في مطار هامبورج يمكن الجلوس بجوارها نظراً لتوفير أجهزة متطورة في الشفط وتنقية الهواء وعبر غرف زجاجية ذات فتحات علوية تسحب ما ينفثه المدخنون. ولا يتوقف خيال إدارة المطار إلى هذا الحد في صناعة الخدمات بل تحويل إلى توظيف المسح الضوئي عبر جهاز جوال المسافر لتوظيفه في دخول قاعات رجال الأعمال والدرجة الأولى.