تغمد الله تعالى برحماته الواسعة المواطنة الصالحة أم سعد؛التي قضت نحبها على يد خادمتها الأثيوبية حين استغلت سجودها لتهم عليها بفأس جبروت القسوة الإجرامية لتفيض روحها الطاهرة وهي صائمة لمالك الملك ورب البرية. إن هذه الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها قبل أيام عاملة منزلية أثيوبية جنوبي الطائف بمنطقة بني الحارث لتفتح لنا كسعوديين محاور تساؤلات في غاية الأهمية فالأمر تجاوز الحد وعاث في البيوت المطمئنة الآمنة عنفاً وقتلاً دون أن نرى استئصالا لجذور الجرائم الأثيوبية المتنوعة في بلاد أعطت الكثير لعمالتها الأجنبية. إننا نتساءل كمواطنين أين دور وزارة العمل عن النظر بجدية للفئة الإجرامية من هذه الجنسية ومن غيرها هل إيقاف استقدامها كافٍ؟ وماذا عن من لايزلن يهددن أمن منازل المواطنين ممن لم تنتهِ إقامتهن؟! فعاملة الضحية أم سعد عملت لديها من عام ونصف وخلال هذه المدة تكررت جرائم مثيلة في بيوت أخرى وتنوعت جنايتها مابين نحرٍ وضرب قاتل وتفنن في القضاء على أرواح بريئة؛ دون أن يعالج الأمر بشكل جذري وحاسم. هل سنواصل البحث عن دوافع جرائم الأثيوبيات؟ هل هي إفرازات سوء معاملة؟ فلقد كانت الضحية أم سعد حسنة المعاملة، مع عاملتها ذات المعتقد الوثني فكافأتها بفأسها الإرهابي؟ أم كان الدافع ضريبة امتلاك أم سعد لبضع وريقات من نقود وقطع من ذهب؟ أم كان نتيجة التغرير بابن أم سعد للذهاب لصراعات بلاد الشام فخشيت العاملة من عودته؟ وأما التساؤل الموجه لمن لايزال يصرون على بقاء العاملات الأثيوبيات؛ فنقول لهم: ماذا تنتظرون ؟! أحسنوا إليهم وأعيدوهن لبلادهن سالمات غانمات لتسلموا وتأمنوا فأخلاقنا الإسلامية تربأ بنا أن نعاملهن بمثل ما يكيد بعضهن للأسر المحتضنة لهن. ولا يفوتنا أن نوجه تساؤلاً حاد النبرة لمن يأوي عاملة منزلية في بيته وهي مخالفة لنظام الإقامة والعمل؛ هل تنتظرون يا هؤلاء كوارث أعظم تتجاوزكم إلى غيركم من أبناء وطنكم؟! أفيقوا من غفلتكم المتجاوزة للنظام وصححوا الوضع. ماذا لو: وضعت وزارة العمل استراتيجية عمل صارمة تنظم وضع استقدام العاملات المنزليات بشكل يتماشى مع متغيرات العصر ويقضي على الممارسات السلبية الحالية بدءاً بغلاء أسعار الاستقدام ونوعية الأداء ومخرجاته فلهذا البلد الأعظم حصانة ومكانة لا تضاهى.