تساقط الشعر أحد الأعراض الجانبية المرهقه نفسياً وجسدياً بالنسبة لمرضى السرطان الذين يتلقون المعالجة بالعلاجات الكيميائية، ويتأثرالنساء والرجال جراء تساقط الشعر نظراً لارتباط الشعر بالجمال عند المرأة وارتباط الشنب بهوية الرجل في مجتمعنا الشرقي واللحية بالوقار عند كبار السن. ويساعد تفهم وتقبل المريض لنفسه وشكله خلال مرحلة العلاج بالإضافة إلى دعم المحيطين كالعائلة، والاصدقاء للمريض في هذه المرحلة في بناء صورة إيجابية للمريض تساعده على تخطي هذه المرحلة بإذن الله. بعض الحقائق حول تساقط الشعر وكيفية العناية به مع العلاج الكيميائي: تنمو الخلايا السرطانية بصورة عشوائية وسريعة وغير منظمة مكونة الورم السرطاني، وقد صمم العلاج الكيميائي ليستهدف هذه الخلايا سريعة الانقسام ويقضي عليها ورغم أن الخلايا السرطانية الأكثر سرعة في النمو تتأثر بالكيميائي إلا أن هناك خلايا أخرى تمر أيضاً بفترات نمو سريعة كخلايا جذور الشعر وتسبب تغير طبيعة الشعر أو تساقطه. وتعتمد درجة تساقط الشعر على عدة عوامل منها نوع العلاج والجرعة المتلقاة وهذا يتم تحديده من طبيب الأورام المعالج، وبعض أنواع العلاج الكيميائي تسبب تساقط الشعر أكثر من غيرها ويترواح تأثير بعض الأنواع من ترقق الشعرة وتقصفها وتغير طبيعتها مروراً بتخفيف الشعر إلى التساقط الكامل. ويبدأ الشعر في التساقط بعد حوالي 2 – 3 أسابيع من أخذ الجرعة الأولى، في بعض أنواع العلاجات يبدأ التساقط سريعاً على شكل خصل كبيرة قد تجدها على الوسادة، الكتفين، في فرشاة الشعر أو حتى في حوض الاستحمام، ولكن قبل حصول التساقط بأسبوع قد تلاحظ تغير في طبيعة الشعر حيث يصبح الشعر أكثر تعقيداً وتشابكاً ويتجمع ككتلة مؤلمة أعلى الرأس خصوصاً إذا لم يتم قص الشعر. هل يمكن الوقاية من تساقط الشعر؟ ليس هناك أي علاج ثابت علمياً يقي من تساقط الشعر مع استخدام الأدوية الكيميائية، هناك بعض العلاجات التي اخُتبرت وأجريت دراسات عليها وقد لا تمنع تساقط الشعر لكن قد تحد من كمية سقوطه أثناء العلاج الكيميائي منها: العلاج بتبريد فروة الرأس Scalp Hypothermia قبل وأثناء تلقي جلسات العلاج الكيميائي توضع قبعة خاصة على فروة الرأس موصولة بجهاز تبريد خاص، تقوم بنفس فكرة أكياس الثلج لتبريد الرأس وبالتالي تقليل جريان الدم إلى الفروة وتقليل وصول العلاج الكيميائي إلى بصيلات الشعر، وبالتالي منع أو التقليل من تساقط الشعر، أجريت العديد من الدراسات المؤيدة والمعارضه لهذه التقنية: خلاصتها أن هذه التقنية لها سلبياتها وإيجابياتها حيث أثبتت الدراسات أن تبريد الرأس يزيد بشكل بسيط في عودة الورم إلى الرأس حيث إن هذه المنطقة المُبردة لايصلها العلاج الكيميائي مثلما يصل لكافة مناطق الجسم بالإضافة إلى عدم فعاليتها في منع تساقط الشعر بشكل كامل في أنواع وجرعات معينة من العلاج الكيميائي، يُضاف إلى ذلك سلبيات أخرى لهذه التقنية: كعدم تحمل المرضى لدرجات التبريد العالية التي تصل ل – 30 درجة مئوية في الرأس وهذه التقنية ليست عملية ولا سهلة التطبيق أثناء جلسات العلاج. عقار المينكسوديل Minoxidil عبارة عن بخاخ يساعد في نمو الشعر مُصرح من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية، ولكنه غير مجد في منع تساقط الشعر أثناء العلاج الكيميائي، قد يساعد استخدامه بعد توقف جلسات الكيميائي في تسريع نمو الشعر ولكنه يحتاج إلى العديد من الدراسات في هذا الشأن. التعامل مع تساقط الشعر قبل بدء العلاج أفضل طريقة هو تهيئة المريض نفسياً قبل بدء العلاج بقص أو حلق شعر الرأس تماماً بالنسبة للنساء والرجال، يساعد ذلك أيضا على تجنب مشكلة المرور بمرحلة مزعجة ومؤلمة للمريض وهي تشابك وتعقد الشعر قبل تساقطه. قص أو حلق الشعر يساعد أيضأ على التقبل التدريجي للشكل الجديد للمريض وتقليل الشعور بالفقدان غير الاختياري. إذا كان لدى المريض أطفال فعليه أن يتحدث معهم بصراحة ويشرح لهم بطريقة سهلة ويأخبرهم أن هذا الأمر سيكون لفترة موقتة وعليهم أن يتعاونوا معه ويدعموه. محاولة تجربة وشاحات وتوربانات وأغطية قطنية مريحة للرأس بألوان جذابة وأشكال جديدة، القبعات القطنية أو الشماغ بالنسبة للرجال. اذا كانت المرأة المصابة تخطط لاستخدام الشعر المستعار (الباروكة) عليها اختيارها قبل بدء العلاج بحيث تتناسب مع لون وطبيعة شعرها وتكون ذات نوعية جيدة مع استخدام غطاء قطني خاص يُلبس تحتها حتى لا تهيج فروة الرأس(افتى الشيخ محمد بن عثيمين بجواز استخدامها لمرضى السرطان). قد لا يساعد كثيراً أن يقوم أحد أفراد العائلة بحلق شعره دعماً وتضامناً للمريض لما له من أثرسلبي على المريض حيث إنه تذكير مرئي دائم لمشكلته ومرضه. أثناء العلاج قد يشتكي بعض المرضى من ألم أو وخز وتنميل في فروة الرأس وجذور الشعر (ستختفي هذه المشكلة تلقائياً). قد يصاحب ذلك أيضاً ضعف وجفاف في فروة الرأس حيث تصبح فروة الرأس هشة ورقيقة مما يستلزم عناية خاصة: كاستخدام شامبو لطيف على فروة الرأس مثل الشامبو المخصص للأطفال. يفضل عدم تعرض فروة الرأس لفترة طويلة للشمس. عدم دعك وفرك فروة الرأس بقوة. لا يفضل تجديل الشعر أو ربطه بقوة. لا ينصح بصبغ الشعر أو استخدام اي منتجات كمثبت الشعر وغيره حتى لو لم يسبب العلاج المُعطي تساقط في الشعر (نظراً لأن بنية الشعر تصبح هشه وضعيفة). يجب تجنب فراشي الشعر ومجفف الشعر. بعض الناس لا يفضلون ارتداء غطاء للرأس أو شعر مستعار، ليس هناك خيار محدد أو صحيح على المريض فعل مايراه مريحاً ومناسباً له. الشعر بعد العلاج؟ ينمو الشعر بعد شهرين إلى 3 أشهر من نهاية العلاج واحياناً قد يلاحظ نمو الشعر قبل ذلك. ينمو الشعر في البداية ببنية مختلفة ضعيفة وهشة ولون مختلف يميل إلى اللون الأبيض الرمادي نظراً لان صبغة الميلانين المسؤولة عن إعطاء اللون للشعر تكون ضعيفة وغير فعالة ثم تعود تلقائياً لطبيعتها ويعود الشعر للون الطبيعي خلال 6 أشهر إلى سنة تقريباً. يفضل أن يستمر المريض في معاملة الشعر وفروة الرأس بلطف وعدم استخدام أية منتجات تؤذي الشعر الجديد كصبغ الشعر أو التمليس أو الفرد نظراً لان ذلك قد يؤذي الشعر ويضعفه، ويمكن فعل ذلك عندما يشعر المريض أن بنية شعره عادت لطبيعتها وعادة يستغرق ذلك سنة إلى سنة ونصف. ويمكن عمل مساج لفروة الرأس مع استخدام زيت خفيف كزيت الأطفال أو زيت الخروع المُعقم Castor Oil للمساعدة في تحفيز نمو الشعر. من الطبيعي جداً أن يكون المريض مستاءً من فقدان الشعر ولكن عليه تذكير نفسه دائماً أن هذه المشكلة هي عارض مؤقت ومحاولة مساعدة نفسه بالتأقلم وممارسة النشاطات اليومية مع محاولة عدم التركيز عليها واحتساب الأجر عند رب العالمين. * التثقيف الصحي للأورام