يعاني الكثير من صعوبات النوم بشكل مزمن أو في فترات معينة عد حدوث بعض الحوادث التي قد تأثر على نومهم، ويلجأ الكثير من الناس إلى تناول عقاقير مختلفة لحل مشاكل صعوبات النوم (الأرق)، وقد لا يدرك البعض أن لهذه العقاقير آثار جانبية كما أن بعضها لم تصرح الجهات المختصة باستخدامه كحبوب منومة. وعند الحديث عن الحبوب المنومة يجب تقسيم الأرق إلى الأرق المزمن والأرق الحاد: الأرق الحاد: وعادة ما يزول بعد زوال السبب كبعض الضغوط العارضة أو السفر إلى مناطق بعيدة مما ينتج عنه اختلاف كبير في التوقيت (جت لاق) وغيرها، وإذا كانت الأعراض شديدة يمكن وصف بعض الحبوب المنومة خلال هذه الفترة بحيث لا يزيد استخدام الحبوب عن أسبوعين. الأرق المزمن: يجب في البداية تقييم المصاب بالأرق المزمن من قبل المختصين لاستبعاد الأسباب العضوية والنفسية. وإذا تم استبعاد الأسباب العضوية والنفسية فإن العلاج في أساسه يتكون من الأساليب السلوكية التي يمكن أن تدعّم في بدايتها، وفي بعض الحالات بالحبوب المنومة، ولكن يجب أن يبقى استخدام الحبوب المنومة لفترة محدودة وتحت إشراف طبي مباشر. يلجأ الكثير من الناس إلى تناول عقاقير مختلفة لحل مشاكل الأرق الحبوب المنومة: ومنها الأدوية من مجموعة البنزوديازيبين مثل الفاليوم أو مجموعة ال"Z" مثل الزولبيدم (الزولبيجن)، ويجب على القارئ أن يدرك أن الحبوب المنومة ليست حلاً للأرق المزمن، وأن استخدام الحبوب لفترة طويلة قد ينتج عنه التعود على الحبوب؛ حيث تفقد الجرعة التي يتناولها المريض فاعليتها مع الوقت، ويحتاج المريض إلى جرعات أكبر، وأذكر هنا المريض الذي راجع عيادتي للمرة الأولى بسبب الأرق وكان يتناول 50 ملجم من الفاليوم و15 ملجم من الزاناكس دون أي فاعلية، وعند أخذ المعلومات من المريض اتضح أنه بدأ تناول الحبوب المنومة منذ أكثر من 30 سنة مضت، ومع الوقت كان يحتاج إلى زيادة الجرعة تدريجيًا حتى وصل إلى هذه الجرعة المرتفعة. كما أن التوقف المفاجئ عن الحبوب المنومة يسبب عودة شديدة للأرق. وإذا كان هناك اشتباه في احتمال إصابة المريض بتوقف التنفس أثناء النوم فيجب الابتعاد تمامًا عن الحبوب المنومة لأنها تزيد من حدة ومضاعفات توقف التنفس. كما أن أكثر الحبوب المنومة الموجودة في السوق المحلي هي طويلة المدى إلى حد ما، ويستمر مفعولها على الأقل إلى 8 ساعات مما ينتج عنه أن تأثيرها قد يستمر حتى وقت الصباح، وقد يسبب نوعًا من الدوخة أو عدم التركيز لدى مستخدمها، وبالنسبة إلى كبار السن فإنها قد تؤدي إلى سقوطهم عند الاستيقاظ مما قد ينتج عنه كسور، وهناك حوادث كثيرة تؤكد هذا الخطر. يجب أن يبقى استخدامها لفترة محدودة وتحت إشراف طبي مباشر حبوب الحساسية: في هذا السياق أود التنويه إلى أن حبوب الحساسية ليست حبوبًا منومة ولا يصح استخدامها كحبوب منومة. فمضادات الهيستامين تسبب النعاس كأحد آثاراها الجانبية، ولكن لم يتم التصريح باستخدامها من قبل الجهات المختصة لعلاج الأرق، وهذه الفصيلة من الأدوية تؤثر في الجهاز الباراسيمباثيتكي، وهذا يسبب بعض الآثار الجانبية خاصة عند كبار السن، حيث إنه قد يسبب انحباس البول أو قد يؤثر في القلب حيث أنه قد يزيد دقات القلب أو يسبب عدم انتظامها. مضادات الاكتئاب: ما سبق ينطبق على مضادات الاكتئاب، فهذه الأدوية صرح باستخدامها لعلاج الاكتئاب وليس لعلاج الأرق، ولكن إذا كان مريض الأرق مصاباً بالاكتئاب فإن علاج الاكتئاب يؤدي بدوره إلى تحسن النوم. وللأسف هناك بعض المعالجين الذين يفرطون في وصف مضادات الاكتئاب للمصابين بالأرق حتى لو لم يكونوا مصابين بالاكتئاب. الأبحاث الحديثة التي درست مخاطر العقاقير المهدئة والمنومة: وأود هنا أن اشير إلى نتائج بحث جديد على عينة كبيرة من المشاركين قام به باحثون من جامعة وارويك في بريطانيا ونشر في أبريل 2014 في المجلة الطبية البريطانية. وقد تابع الباحثون عينة مكونة من حوالي 35 الف مشارك منذ بدء استخدامهم عددا من الأدوية التي تستخدم كمضادات للتوتر أو كحبوب منومة لفترة استمرت سبع سنوات ونصف. وأظهرت النتائج أن عددا من الأدوية التي تستخدم كمضادات للتوتر أو كحبوب منومة كانت مرتبطة بمضاعفة خطر الوفاة. ورغم أن الدراسة لم تغفل دور العوامل الأخرى مثل العمر والتدخين واستخدام الكحول والأمراض الأخرى التي قد تسبب الوفاة، إلا أن الارتباط بين استخدام هذه الحبوب وخطر الوفاة بقي وثيقاً. ويعلم الباحثون أن هذا النوع من الدراسات لا يؤكد أن استخدام هذه الحبوب يزيد الوفاة ولكنه يدعونا إلى عدم الإفراط والتقليل من استخدامها والحذر عند استخدامها وأن يكون الاستخدام بإشراف طبي دقيق. وأن يكون الاستخدام لأقل فترة ممكنة لتجنب خطر التعود والإدمان على هذه العقاقير. قد ينتج عنها التعود على الحبوب مما سبق وددت أن أعطي القارئ الكريم صورة عن خطورة الأدوية المستخدمة كمنومات، وأن استخدامها يجب أن يكون تحت إشراف طبي حتى نتجنب الآثار غير المرغوب فيها. تفقد الجرعة التي يتناولها المريض فاعليتها مع الوقت