إذا كانت المناطق التاريخية في بعض المدن بؤراً للخطر ومنفذاً للمحظور ومجمعاً للعمالة المخالفة ومصدر قلق للجهات العامة والخاصة حيث تتكرر حوادث انهيارات المباني والحرائق فإن المنطقة التاريخية في مدينة هامبورج ثاني أكبر مدينة في ألمانيا الاتحادية تحولت إلى ملتقى تجاري ومقصد استثماري وملتقى قوافل السياح ما جعل شركات الماركات العالمية تتسابق للفوز بمعارض تجارية. وفي منطقة هامبروج التاريخية تحاصرك الدهشة ويستوقفك المشهد حيث تحولت إلى أغلى مجمع استثماري ومظلة سياحية تجمع الأجانب بشوارع تفيض بالمتسوقين الذين وجدناهم وكأنهم يستنشقون عبق الماضي لتاريخ موغل في القدم حيث تبرز أبنية عتيقة منها مبنى بلدية هامبروج الذي يعود بناؤه إلى العام 1897م ويضم حوالي 450 غرفة ومبنى الشيلهاوس وهو مبنى مكاتب من حجر القرميد تم بناؤه عام 1922 وهناك مبنى هافن سيتي المبنية عند ميناء هامبورغ ومبنى التاون وبني في عام 1897 وله برج شاهق يفوق طوله 111 مترا. وتتوزع شركات الماركات على ضفاف الشوارع القديمة محولة المنطقة التجارية لمعارض مفتوحة مستغلة طوابق المباني التاريخية وتحويلها من مساكن قديمة إلى سوق تجارية رائجة تستقبل المتسوقين والسياح. لكن الملمح المهم في المنطقة التاريخية ذاتها انحسار مساحة استثمار أراضي البلدية مقابل تهيئة مساحات فسيحة لفض الزحام وتخصيص مسطحات خضراء ومواقف للنقل فضلاً عن منع تكرر أدوار المباني بشكل تجاري بحت لأسباب أمنية وبيئية ولتحقيق تساوي المباني إلى حد كبير. مظلة سياحية تجمع الأجانب بشوارع تفيض بالمتسوقين "الرياض" رصدت حزمة مشاهد تستحق التوقف والدراسة للاستفادة منها لعل في مقدمتها التنظيم وفتح الطرق أمام المشاة ومحاربة البسطات العشوائية ورصف شوارع المنطقة التاريخية بالحجارة على الطريقة التقليدية في البناء وتنسيق اللوحات التجارية وندرة وجود حاويات النفايات الكبيرة بسبب صرامة النظام في تكليف الشركات والمحلات التجارية في التصرف بمخلفاتها بالحفظ الذاتي. المنطقة التاريخية في هامبروج يجتمع سياح المدينة العتيقة ووفقا لتقارير رسمية فإن نسبة السياح العرب القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي سجلت في عام 2008م ارتفاعاً قدره 7.1%.