شدد الدكتور هشام الضلعان مدير مركز أبحاث التوحد، على أهمية التدخل المبكر لعلاج التوحد عند الأطفال، موضحاً أن النمو اللغوي يبدأ في التكون عند الثانية من العمر ويتأسس في عمر الرابعة، ويكتمل في السادسة، ويصعب بعدها عليه اكتساب المهارات اللغوية، معتبراً أن المريض وأهله في سباق مع الزمن، وكلما تدخلوا مبكراً كانت النتائج والمخرجات أفضل. وقال الدكتور الضلعان في محاضرة حملت عنوان: تطور النمو الطبيعي للطفل، إن تقييم مريض التوحد لابد أن يكون عبر طبيب مخ وأعصاب ابتداءً، فالتوحد عبارة عن خلل في عمل الدماغ، ناتج من خلل في المحفزات الكيماوية التي تصدر من الدماغ ومستقبلاتها. وأضاف: "قد يكون ناتج تلوث بيئي ما، يسبب ضعفا أو صعوبة في التكلم والتواصل مع الآخرين، ولا يمكن لتخطيط الدماغ أن يشخص التوحد، فالتخطيط الدماغي للأطفال وهم مستيقظون وهم نائمون يساعد في معرفة بعض أعراضه فقط". وأشار إلى أن التخيط أثبت وجود كهرباء زائدة في المخ لدى بعض الأطفال خلال النوم، وهؤلاء يتم معالجتهم ببعض الأجسام المضادة، وبعضهم يتحسن والكثير منهم لا يتغير، مضيفاً أن تخطيط المخ موصى به للطفل إذا كان يمتلك بعض المهارات اللغوية وفقدها، أو إذا كانت لديه قدرة على التواصل لكن تخاطبه قليل، أو لا يتكلم ولا يفهم الكلام الموجه إليه، للتأكد من أن ذلك مرتبط بخلل في كهرباء الدماغ. واعتبر مدير مركز أبحاث التوحد، أن مراكز التأهيل والتدخل المبكر للتوحد في البلد قاصرة جداً ولا يوجد معايير تقويمية لأدائها، لكن كوضع مثالي لابد أن يوجد بالمراكز اختصاصون نفسيون وعلاج سلوكي وتخاطب وصعوبات تعلم، وأن يضع المركز خطة علاجية وتقييمية لكل طفل بحد ذاته، مؤكداً أن العلاج السلوكي هو التدخل الأمثل بالدرجة الأولى للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة، فالعلاج الطبي والأدوية دورها أقل من 30 في المئة في التأثير.