يعاني سكان قرى الضيعة والقرنة والقناة وكوفد بمركز الصهاليل التابع لمحافظة هروب شرق منطقة جازان من وعورة الطريق الترابي الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي والذي يمر في الأودية وتجرفه مياه السيول بشكل متكرر مما يجعلهم في عزلة تامه، تتقطع بهم السبل الحياتية في ظل تأخر الجهات المعنية عن فتح الطريق لعدة أسابيع واشتكى مواطنو تلك القرى من خطورة طريقهم الذي شق بطريقة عشوائية في تضاريس جبلية وعرة وترك دون صيانة او تعبيد، يحصد أرواح المواطنين في الصهاليل بعد أن مزقت أوصاله الأمطار والانهيارات الصخرية حتى تحول السير على ذلك الطريق إلى مغامرة حقيقية تحفها المخاطر وتهدد حياة سالكيه من سكان مركز الصهاليل الذين لم يجدوا بداً من ركوب المخاطر وامتطاء سيارات خاصة بالدفع الرباعي تعينهم على الوصول إلى منازلهم. لا يوجد طريق.. ومعاناة مع المجرمين والمهربين شيخ قبائل الصهاليل يحيى علي مشعوي قال: الطرق هي المعاناة الأكبر للمواطنين في الصهاليل لأنه لا يوجد إلا طريق ترابي واحد جبلي يمتد من مركز وساع إلى الأودية ماراً بقريبة الضيعة لا تستطيع السير فيه إلا سيارات الدفع الرباعي وبهطول الأمطار ينقطع لأسابيع وتنقطع معه شرايين الحياة في تلك الجبال وكلنا نعلم انه مسلم لمؤسسة روافد وقد مرت سنة وستة أشهر من تاريخ استلامها للطريق ولم تتم التوسعة والصيانة بل ما زالت المعاناة مستمرة والسير فيه أشبه بعملية انتحارية فبالإضافة الى وعورته يستخدمه المجرمون والمهربون لتمرير ممنوعاتهم. الطرق كتمت أنفاسهم وحرمتهم الأمن والتعليم والعلاج حرمان من المشاريع وقال إن سكان قرى الصهاليل محرومون من جميع المشاريع التنموية والمرافق الحكومية والخدمات التي تم توفرها الدولة كالصحة والاتصالات والسقيا والتعليم، فقد ألغيت المدرسة التي افتتحت بالضيعة في الصهاليل عام 1406ه بعد عامين فقط من افتتاحها بسبب وعورة الطريق لقرى الصهاليل رغم اعداد الطلاب الكبيرة في المدرسة واستبشار المواطنين بمستقبل مشرق لأبنائهم حيث كان المعلم يصل الى المدرسة ويبقى فيها فصلاً دراسياً ثم يرفض استمرار العمل فيها خوفا من الطريق فينزل من قمة الجبل إلى السهل لينعم بالخدمات. واضاف ان طبيعة الإنسان وفطرته تجبله على حب المكان الذي نشأ وترعرع فيه لكن ذلك لم يكن فقط ما يربطنا بالصهاليل فليس لدينا مكاناً آخر نذهب اليه وليس لدينا الامكانيات المادية لتملك اراض وتعمير منازل في السهول فنحن نعتمد على الرعي والزراعة. وطالب شيخ قبائل الصهاليل؛ بحل عاجل وسريع باستحداث فرقة مواصلات وتأمين معدات ثابتة لفتح طريق الصهاليل وصيانته بشكل مستمر، وتعديل الطريق من الأودية وسفلتته ليعود من نزح من أبناء الصهاليل إلى منازلهم وأراضيهم وتتمكن الجهات الخدمية من إيصال الخدمات للسكان في جبال الصهاليل. وطالب باستحداث مركز للشرطة وآخر للمجاهدين لحفظ الأمن والتصدي لعمليات التهريب والتسلل من جبال الصهاليل. 80 أسرة تعاني من الجهل اما المعلم علي يحيى صهلولي فقال إن أكثر من80 أسرة تعاني من الجهل في قرى الضيعة والقرنة والقناة وكوفد حتى ان الأمور الشرعية الأساسية لا يعرفها لا رجال ولا نساء، وقال ان ابناء وبنات قرى الصهاليل في هذه القرى محرومون من التعليم مما جعل البعض يقطعون مسافات طويلة يوميا على طرق وعرة وبسيارات خاصة متهالكة وكم من اسرة فجعت بفقد فلذت اكبادها اثناء رحلتهم اليومية لطلب التعليم؟ مآس متكررة وآباء وأمهات يجمعون أشلاء ابنائهم من حوادث مؤلمة على سفوح الجبال، فيما البعض نزح لتعليم أبنائه، وأكد أن الفراغ الأمني الذي تسببت فيه وعورة الطريق سهل لضعاف النفوس من المهربين والمتسللين تحويل تلك الجهات إلى طرق ومعابر لهم. رئيس البلدية يتحدث من جانبه اوضح رئيس بلدية محافظة هروب حسن علي أبو طالب ان الطرق التي تربط القرى ببعضها هي من اختصاص ادارة الطرق وليست من اختصاص البلدية، وقال نحن نعمل فقط على الطرق داخل القرى والاحياء وقد قمنا بفتح طرق جديدة بعيدة عن مجاري الأودية مثل الرصعة والولجة ومراوة والمطلع، ومستقبلا سوف نقوم بفتح طريق صهد والخليلة وبعض الاودية في الصهاليل، كما نقوم حاليا بصيانة جميع الشوارع التي في مجاري الاودية بصفة مؤقتة حتى يتم الانتهاء من فتح الطرق الاخرى بعيدا عن مجاري الاودية هذا فيما نفى شيخ الصهاليل ان تكون الطرق والقرى التي ذكرها رئيس بلدية هروب في الصهاليل. اما رئيس قسم الطرق الترابية والمعدات بإدارة الطرق في جازان المهندس وسيم خواجي فقال ان طريق وصلة الصهاليل المقدرة ب "5.5" كلم تحت التنفيذ حيث تم الانتهاء من ما يقارب من 3 كلم منه مع انشاء جسر وهو الطريق المتفرع بداية من السرب بالصهاليل ويمر بعدد من القرى منها وساع وجبيرة السفلى وجبيرة العليا واضاف انه تم تصميم طريق الريث هروب بطول 32 كلم والذي يربط ثلاث محافظات وهي هروب والريث والداير يربطها بالطريق المؤدي الى وادي جلة الحياة ومنها الى منطقة عسير ويبدأ هذا الطريق من السرب بالصهاليل وينتهي بمركز عمود بالريث على مفترق طرق الى كل من جبل الحشر بالداير وطريق الريث والطريق المؤدي الى منطقة عسير وهذا الطريق في مقدمة أولويات الطرق المطلوبة لمنطقة جازان ضمن ميزانية وزارة النقل للعام المالي القادم 1436/1437 وهذا الطريق سوف يخدم معظم طرق الصهاليل مثل الجزعة وضيعة الصهاليل واﻷودية بالصهاليل وبالنسبة للصيانة فكل من طريق الضيعة واﻷودية مسلمة لمؤسسة "روافد الطرق للمقاولات" ضمن مشروع فتح وتمهيد وصيانة الطرق الترابية بمنطقة جازان واكد ان المؤسسة تقوم بصيانة الطريق بصفة دورية وفتحه عند الانقطاعات وقال انه قد تم صيانة طريق ضيعة الصهاليل والجزعة والمعدات متواجدة بقمة جبل الضيعة وتم صيانة طريق اﻷودية بالصهاليل والذي يتفرع من طريق الريث- الحشر الى اﻷودية بالصهاليل كما تم تخصيص معدة شيول كطوارئ لطريقي الضيعة واﻷودية بالصهاليل لفتح الطرق عند انقطاعها بعد هطول اﻷمطار. وأما بالنسبة للوصلة الرابطة بين كل من الضيعة واﻷودية فالطريق مفتوح وتم صيانته ولكنه مازال وعرا ويوجد به عقبتان شديدتا الميول وجار دراسة تعديلهما او تعديل مسار الطريق ﻷفضل درجة ميول ممكنة والرفع للوزارة لاعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ ذلك ضمن مشروع الصيانة الحالي. وأكد المهندس وسيم خواجي أن معظم الطرق بالصهاليل وفي كل من محافظتي هروب والريث قد تم الرفع بها ضمن اولويات المشاريع المطلوبة لمنطقة جازان في ميزانية وزارة النقل للعام المالي القادم 1436/1437. هذا وكان صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان قد وجه في وقت سابق بتشكيل لجنة عاجلة من مديري الدوائر الحكومية للوقوف على معاناة واحتياجات مواطني قرى الصهاليل واعداد تقرير مفصل بذلك. اللجنة أثناء تواجدها في الصهاليل السيارات أثناء قطع الطريق بقرى وأودية الصهاليل طرق وعرة غير صالحة لعبور السيارات يحيى مشعوي علي يحيى صهلولي