قال العلماء إن طائر الطنان الذي يشتهر بانه أصغر الطيور حجما على الإطلاق بل إنه أصغر الحيوانات ذات الدم الحار على وجه الأرض ذو تاريخ معقد في عالم النشوء والارتقاء. ومن بين الصفات الفريدة التي يتميز بها طائر الطنان أيضا انه صاحب أسرع دقات قلب وأسرع عمليات تمثيل غذائي بين الفقاريات كما انه الطائر الوحيد الذي يمكنه الطيران الى الخلف. ونجح الباحثون في رسم شجرة العائلة لهذا الطائر الذي يتغذى أساسا على رحيق الأزهار وذلك بالاستعانة بمعلومات وراثية مستقاة من معظم أنواع هذا الطائر - وعددها إجمالا في العالم 338 نوعا - ومن أقرب الاقارب للطائر. وعاش الجد المشترك لجميع أنواع الطائر الموجودة الآن قبل 22 مليون عام في أمريكا اللاتينية فيما كان أسلاف طائر الطنان يعيشون في اوروبا ايضا. ولا توجد أنواع الطائر في وقتنا هذا إلا في الامريكتين. وقال كريستوفر ويت خبير علم الطيور بجامعة نيو مكسيكو وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (كارانت بيولوجي) إن طائر الطنان ينعم بقدرات فذة لا ينازعه فيها أي كائن. ويقول جيمي مكجواير عالم الأحياء بجامعة كاليفورنيا في بيركلي الذي أشرف على الدراسة إن غالبا ما تتميز الذكور باللون الاخضر للريش على الجسم في حين تختلف ألوان الرأس "على نحو يضم جميع الألوان التي يمكن تخيلها من الذهبي الى الأحمر والأزرق والأرجواني والأحمر الضارب للزرقة الى جانب جميع ألوان الطيف". وقال ويت إن اسم الطائر اشتق من صوت الطنين الذي يحدثه جراء رفرفة الاجنحة بسرعة. وتبلغ أكبر سرعة لرفرفة الاجنحة للطائر 15 مرة تقريبا في الثانية الواحدة. ويتغذى طائر الطنان على رحيق الأزهار أساسا وله منقار طويل مدبب ولسان مستدق لجمع عصارة الزهور. ونظرا لخلو الرحيق من البروتين تقريبا فبوسع الطائر ان يتغذى على الحشرات أيضا. وقال مكجواير "يتعين على الطائر ان يتغذى باستمرار حتي يتسنى له توفير احتياجاته من الطاقة اللازمة له. كثير من طيور الطنان تلجأ الى فترة الكمون ليلا حتى لا تجوع وتصل الى مرحلة النفوق ليلا وهو أمر طيب." وفي حين تعيش طيور الطنان الآن في العالم الجديد أي أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية ومنطقة الكاريبي إلا أن أقدم حفريات لها عثر عليها في أوروبا. وأعلن عام 2004 عن اكتشاف حفريات في ألمانيا لأقدم أنواع من طائر الطنان ترجع الى 30 مليون عام. ويقول الباحثون إن سجل النشوء والارتقاء لطائر الطنان تشتت بين أوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية.