معلقون رياضيون وقعوا في الكثير من الأخطاء خلال تعليقهم على المباريات، وذلك يدل على بعدنا عن الأساليب المعتمدة لجذب الجماهير. قد يكون جالباً للاهتمام أن نعرف أن مفردات اللغة الرياضية يجري نقلها بين الأمم في كرة القدم فقط. وغير ذلك من الألعاب لا يعرف الكثير مفرداتها ولا حتى قوانينها. البولو مثلاً مشهورة في الطبقات الأرستقراطية (وأظن هذا من الشروط). وعلى اللاعب أو المتحمس أن يرتدي أدوات خاصة، ويعرف كيف يركب الخيل ويستعمل الصولجان. والكرة لا تُساق بالرفس لكن بواسطة عصا خاصة. لعبة الجولف كذلك يعتبرونها رياضة نخبة أيضاً وهي تمارس في الهواء الطلق على مساحات كبيرة من العشب تتخللها مرتفعات وحُفر ضيقة ومجارٍ مائية. ولكل من اللعبتين مفردات، إن لم أقل لغة خاصة لا يتعاطاها ويُدركها إلا القليل، وعضوية نواديها أيضاً ليست مُتاحة لكل الناس. وأرى أن تلك الألعاب تمتاز بعدم الضجيج والتعليق والنقل والحماس والصراخ والتزاحم وربما التدمير والتخريب والعداء الدائم. مثل ذلك الكريكيت والسلة والسباحة والجري. أغلبها هادئة وصامتة. كل ما نتعامل معه الآن تعليقاً ووصفاً وحماساً هو كرة القدم. وما دُمتُ في الموضوع فأراه من الصعب قبول انتقال المفردات بالأجنبية وبطريقة مغلوطة. فنأخذ مثل ضربة الجزاء .Penalty ولا يزال المبتدئون من أهل التعليق الرياضي يقولون (بلنتي). ويوجد كلمات فنية كثيرة لا ندري أين مكان استعمالها بالضبط. وقد نسمع معلقاً مُبتدئاً يريد أن يُقدّم تعزية ومؤاساة لناد خسر جوله، فيقول (هارد لَكْ) Hard luck وهي في غير محلها وربما قصدوا أن يصلوا إلى العبارة المتعارف عليها والأولىBetter luck next time والأولى تعني (سوء الطالع) ولا أدري ما دخل " الطوالع " بالكرة. هناك بعض المعلقين الذين نصفق لهم هذا الأسبوع وننتقدهم الأسبوع الموالي لعدم استقرار طريقتهم في التعليق، ومن جهة أخرى هناك سوء معرفة للمصطلحات الشائعة رياضياً ينتج عنه هزال مستوى الحوار والتعليق في وطننا. سمعتُ معلقاً معروفاً كان في حوار مع مذيع ردد كلمة "بْصراحهْ" بشكل مُمل. ولن يُمتّع الجمهور بتعليق كذاكَ. وأزيد لأقول إنه استهتار بمهنة التعليق الرياضي. إن كانت الفنون سبعة، فآن الأوان ليسمى التعليق بالفن الثامن ... فصدقاً لا يمكن أن نتمتع بمقابلة إذا كان التعليق رتيباً.