نظم مركز أبحاث التوحد بمستشفى الملك فيصل التخصصي أمس برنامج "تعلم من أجل أطفال التوحد" الذي يستمر لمدة يومين وذلك بالمبنى الشمالي بمقر المستشفى بالعاصمة الرياض وذلك ضمن فعاليات شهر التوعية بالتوحد الذي يشهد تقديم العديد من البرامج والمحاضرات والورش احتفالاً باليوم العالمي للتوحد المصادف للثاني من أبريل. وأوضحت أخصائية التخاطب منار بخش المسؤولة عن فكرة برنامج "تعلم من أجل أطفال التوحد" أن الهدف من البرنامج محاولة توصيل فكرة للآباء والأهالي والأخصائيين، إنهم يستطيعون المساعدة في تنمية وتطوير مهارات أطفال التوحد في المنزل من خلال الأدوات المتواجدة فيه، دون الحاجة لشراء ألعاب أو مستلزمات باهظة الثمن للأطفال لتنمية مهاراتهم، وذلك من خلال نموذج مصغر لمنزل تعرض فيه الأدوات الموجودة عادةً في المنازل . وبينت منار بأنه في البداية يطلب من الأهالي تعبئة نموذج لمعرفة مستوى مهارات الطفل قبل أن يدخل في جولة للمنزل المصغر، وفي المرحلة التي تليها يدخل الطفل للمنزل المصغر، وفيه يتم الشرح للأهالي كيف يمكن الاستفادة من الأشياء الموجودة في المنزل لتنمية مهارات ابنهم، وبعد الانتهاء من الجولة بإمكان الأهل أن يسألوا الأخصائيين عن الأشياء التي لم يفهموها، كما يقدم البرنامج لمستفيديه بعض الإستراتيجيات المخصصة للمساعدة في التعامل مع طفل التوحد. إلى ذلك، أشار مدير مركز أبحاث التوحد بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور هشام الضلعان أن التوحد مشكلة عالمية ونسبة حالاتها في ازدياد مستمر، فبحسب آخر إحصائية فإن واحدًا إلى كل 88 طفلًا مصابًا بمرض أو اضطراب طيف التوحد، وعدد المصابين به في المملكة من 200 إلى 300 ألف طفل، بالإضافة إلى حالات كثيرة مشابهة لاضطراب طيف التوحد من مشاكل سلوكية متعددة، وبرامج التدخل في تلك الحالات هي واحدة. وبين الدكتور الضلعان أن برامج التدخل في البلد شبه معدومة، فإذا حسبناها نسبة وتناسب، فالخدمات الموجودة لا تتجاوز خدمة 20 إلى 30 ألف طفل فقط، فهناك نقص وعجز شديد في الخبرات التي تتعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، ومن هنا نشأة فكرة المركز، برعاية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز ومساهمة من سابك وإشراف مستشفى الملك فيصل التخصصي، بهدف تطوير العاملين بقطاع اضطراب طيف التوحد، إضافة لتدريب الأهالي. وأضاف مدير مركز أبحاث التوحد أن المركز يقوم بتدريب وتأهيل الأخصائيين، وإيجاد وسائل تدريبية وترجمة معايير القياس والفحص إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى تدريب الأهالي، لأنه في الواقع أفضل من يشرف على الطفل هم أهله، ويطمح المعهد لإخراج رخصة تدريبية للتوحد، عبارة عن دورات تدريبية لمدة 6 أسابيع، تشتمل العلاج السلوكي والعلاج باللعب، إضافة للتعريف بطيف التوحد للأهالي والمختصين، يمكنهم الإشراف على الأطفال. الحرص على تعلم كيفية تنمية مهارات أطفال التوحد إقبال من الأهالي على برنامج «تعلم من أجل أطفال التوحد» أحد الأطفال داخل المنزل المصغر الأخصائية منار بخش الدكتور هشام الضلعان