قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ان قمة الكويت وضعت رؤية شاملة لسبل تعزيز التضامن العربي. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي بعد اختتام القمة، أن المشاركات والخطابات في القمة عكست إصراراً عربياً حقيقياً على تخطي الصعوبات وتجاوز التحديات التي تواجه منطقتنا العربية في الوقت الحاضر واثبتت حرصا على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك. وأثنى على جهود الامين العام للجامعة الدكتور العربي والامانة العامة لما بذلوه من جهود دؤوبة وعمل متواصل من اجل صياغة جدول اعمال القمة هذه وقراراتها ومراجعة اولوياتها والتوافق حولها. وأشار الشيخ صباح الخالد الى ان قمة الكويت التي تشرفت باستضافتها للمرة الاولى انعقدت في ظروف حرجة ودقيقة تعيشها المنطقة العربية والاقليمية. وتابع قائلا "الا انه في ظل هذه التداعيات فقد اتخذت دول عربية عديدة مثل العراق ومصر وليبيا ولبنان وتونس واليمن خطوات ثابتة وواعدة في ترسيخ لحمتها الوطنية وتعزيز نهجها الديمقراطي والمضي في العملية الانتخابية قريبا سعيا لتهيئة السبل لشعوبها من اجل بناء غد واعد وتحقيق تطلعاتها المنشودة في الرفعة والتقدم". ولفت الى "وجود اولويات ملحة تواجه عالمنا العربي ابرزها الازمة السورية والكارثة الانسانية التي تواجه الاشقاء فيها جراء استمرار عمليات القتل والتهجير التي يتعرضون لها للسنة الرابعة على التوالي والتي طالت مظاهر الحياة جميعها وانتقلت تأثيراتها الى خارج الحدود السورية". وحذر من أن هذه الازمة باتت تهدد الامن والاستقرار في العالم العربي اجمع لافتا الى ان الجميع اصبح يدرك خطورة هذه الازمة ومدى الحاجة الى جهود عربية ودولية جادة للتوصل الى حل سياسي ينهي مأساة الشعب السوري ومعاناته. وأكد الشيخ صباح الخالد اهمية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الاولى للأمة العربية، مشيرا الى عقد اجتماع على هامش أعمال القمة جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزراء الخارجية العرب. وأوضح أن عباس احاط الوزراء العرب بتطورات القضية الفلسطينية ونتائج زيارته الاخيرة للولايات المتحدة والتي جدد فيها المطالبة الثابتة والمستمرة من اجل ايجاد حل عادل وشامل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة ويضمن قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لحدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967. وشدد على ضرورة السعي الى تكثيف العمل من اجل الاستجابة للمعضلات التي تواجه الدول العربية والخروج بحلول ناجعة لمعالجتها. وقال الشيخ صباح الخالد ان "القادة العرب اكدوا في اعلان الكويت تضامنهم ودعمهم للقضايا التي تخص دولنا العربية وترحيبهم بأية خطوات وقرارات تصب في صالح ومستقبل شعوبها وتساهم في مؤسسات وهياكل ونظم دولها مع التأكيد على اهمية القضاء على اي ظاهرة تحول دون ذلك". وشدد على أن "ظاهرة الارهاب البغيضة التي نبذتها كافة الاديان السماوية والآخذة في التصاعد مؤخرا مستهدفة أمن العالم واستقراره ومهددة مستقبل ابنائنا تحتم علينا مضاعفة الجهود لوأد منابعها والقضاء على كافة أشكالها لتخليص العالم من شرورها". وأكد أن القمة سعت الى الخروج بقرارات تحاكي الواقع وتدرك الاحتياجات وتضع البرامج والخطط لتطبيقها معربا عن اعتقاده بأن اعلان الكويت "اضافة لهذه الرؤية وانطلاقة نتمنى لها التوفيق والنجاح". ووجه الشيخ صباح الخالد التقدير والعرفان لكافة الدول العربية الشقيقة لمشاركتها الفاعلة في انجاح هذه القمة من خلال روح التوافق التي سادت اعمالها والمستندة الى الايمان الراسخ بالمصير المشترك.